استمع إلى تلاوة مباركة

Powered By Blogger

عدد الزوار

free counters

أهلا وسهلا ومرحبا بكم في صفحة أبناء السلفية

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين نبينا وقدوتنا محمد بن عبد الله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين، وبعد



فإن الجامعة السلفية ببنارس الهند من أهم وأكبر الجامعات السلفية في الهند، وقد تخرج فيها منذ إنشائهاعام 1383هـ-1963م إلى الآن عدد كبير،توجه معظمهم بعد التخرج إلى العمل في مجال التعليم والدعوة والإرشاد والإفتاء في شبه القارة الهندية وفي بعض دول الخليج، كما ولي بعضهم المناصب القيادية في الجهات الرسمية والأهلية، ووفق بعضهم للحصول على المنح الدراسية من إحدى جامعات المملكة العربية السعودية - حرسها الله وحفظها من كيد الكائدين ومكر الماكرين وأبقاها ذخرا لأهل السنة والأثر وللإسلام والمسلمين -، فواصلوا وما زالوا يواصلون مسيرتهم العلمية في المملكة في المراحل الجامعية، وفي الدراسات العليا في التخصصات الشرعية المختلفة، ولهم جهود مشكورة في خدمة الإسلام والمسلمين، نسأل الله أن يتقبل جهودهم ويوفقهم المزيد، و يثبتنا جميعاً بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل، إنه سميع مجيب.



ومن المجالات الحديثة لنشر الثقافة الإسلامية والعقائد السلفية وعلوم الكتاب والسنة بفهم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين، مجال الشبكة العنكبوتية التي احتلت الصدارة في العصر الحديث في وسائل الإعلام المختلفة، فكان لزاماً على المشتغلين في مجال الدعوة والتعليم التوجه إلى هذا الجانب والاستفادة منه في خدمة الدين الحنيف ونشر الخير في أرجاء البلاد.



فمن هنا جاءت فكرة إنشاء هذه المدونة الالكترونية لأبناء الجامعة السلفية، لتتواصل جهودهم الدعوية على نطاق أوسع وبارتباط بعضهم ببعض، حتى تؤتي ثمارها المرجوة بكل جدارة.



فإن هذه المدونة تفتح أبوابها وترحب بكل حفاوة كل من يريد إبلاغ رسالته الدعوية إلى الآخرين، فإنها طالما أنشئت لغرض الدعوة والتعليم تقبل المقالات الدعوية، والبحوث العلمية، وحصائل مطالعة الكتب، وفوائد لغوية، ونكت بلاغية، وطرف مستجادة وما إلى ذلك بما فيه نفع للإسلام والمسلمين بشرط أن لا يخرج ما ذكر من المواضيع من منهج السلف الصالح، ولا يقدح في عقيدتهم ولا تمس بكرامتها.



فإننا نرحب بكم جميعا مرة أخرى على صفحتكم صفحة أبناء السلفية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم ودمتم في رعاية الله.



وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

बिस्मिल्ला हिर्रह्मनिर रहीम
अबनाए सलफिया के ब्लॉग पर आप का स्वागत है. ये ब्लॉग उनकी गतिविधि तथा उनकी तालीमी सर्गर्मियों के बारे में एक दुसरे को औगत करने के लिए है. आप की इस ब्लॉग के बारे में किया राय है . उम्मीद है की आप को पसंद आया होगा. हमें आप की राय का इन्तिज़ार रहेगा. धन्यवाद .


بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 21 مايو 2010

الخوارج تعريفهم وعقائدهم

بسم الله الرحمن الرحيم
الخوارج تعريفهم وعقائدهم
جمع وإعداد/أبو الوليد عبد الرحمن بن ثناء الله
الطالب في الصف الثالث الثانوي في الجامعة الإسلامية بطيبة الطيبة

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
الخوارج من الفرق الإسلامية التي ظهرت مبكراً في التاريخ الإسلامي، وكانت لها صولات وجولات في أحوال المسلمين السياسية والعقائدية، وما زالت توجد بقاياهم في بعض أطراف العالم الإسلامي الذين ما زالوا يتمسكون بمبادئهم المنحرفة، وفي جانب آخر هناك عدد لا بأس به من الذين تأثروا بأفكارهم ومعتقداتهم في أنحاء العالم الإسلامي، وإن كان بعضهم في الظاهر من أبناء جلدتنا، وينتسبون كذباً وزوراً إلى السلف والسلفية، إلا أنهم في الحقيقة انحرفوا من الجادة في معتقداتهم وأفكارهم، واستولت عليهم الأفكار المستوردة من الطوائف المنحرفة وفي مقدمتهم الخوارج، فمن هنا وددت أن تكون لي مشاركة في التعريف بفرقة الخوارج، ومجمل عقائدهم وفرقهم، ما اندرس منها وما بقي، وأن أطلع على أقوال السلف فيهم حتى أكون على علم وبصيرة من الوقوع في الزلل أولاً، وأن تفيد هذه الأسطر للذين يريدون الإلمام بهذه الفرقة الضالة المبتدعة ثانياً. وليس لي فيه إلا جمع ما ذكره العلماء فيهم، ثم ترتيب المعلومات وتنسيقها، حتى يتسنى للجميع الاطلاع باختصار على هذه الفرقة من جميع جوانبها، والله أسأل التوفيق والسداد، وما توفيقي إلا به عليه توكلت وإليه أنيب.
                               الباحث/
                               أبو الوليد عبد الرحمن بن ثناء الله السلفي
                                الطالب في الصف الثالث الثانوي
                                التاريخ: 7/6/1431هـ

الخوارج تعريفهم وعقائدهم
الفصل الأول: تعريف الخوارج
الخوارج في اللغة: جمع خارجة أي طائفة[1]، وخارجي، اسم مشتق من الخروج [2]
وفي الاصطلاح: الخوارج فرقة خرجت لقتال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بسبب التحكيم، ومذهبهم التبرؤ من عثمان وعلي - رضي الله عنهما -، والخروج على الإمام إذا خالف السنة، وتكفير صاحب الكبيرة وتخليده في النار [3].
فإن وجودهم من حيث المساحة الزمنية تمتد لتشمل كل من خرج على الإمام المتفق على إمامته الشرعية خروجاً في أي زمن كان. يقول الشهرستاني[4]:
كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين، أو كان بعدهم على التابعين لهم بإحسان والأئمة في كل زمان."

الفصل الثاني: زمن ظهورهم
اختلف المؤرخون وعلماء الفرق في تحديد بدء نشأتهم، وملخص ما ذكروه في ذلك:
1-                       أن جذورهم تمتد إلى عهد النبي – صلى الله عليه وسلم -، ويستدلون على ذلك بما حدث من قيام ذي الخويصرة التميمي في وجه الرسول – صلى الله عليه وسلم – في إحدى غزواته، معترضاً على قسمته للفيء، قائلاً أنه لم يعدل – حاشاه - في قسمتها.
2-                       أنهم نشأوا في عهد عثمان – رضي الله عنه – عندما خرج عليه الطغاة وحاصروه في داره .
3-                        أن بداية ظهورهم كان في عهد علي – رضي الله عنه- عندما خرج عليه طلحة والزبير كما يزعم بعض علماء الإباضية.
أو عندما خرج طائفة من القراء ضد التحكيم كما هو الراجح.
4-                       أنهم نبتوا في عهد نافع بن الأزرق ابتداء من سنة 64هـ.
والراجح أن ظهورهم كفرقة لها صولة وجولة، وآراء عقائدية خاصة كان بعد حادثة التحكيم في عهد علي–رضي الله عنه-.

الفصل الثالث: استمرارية وجودهم على مر العصور
تمثل هذه الفرقة حركة ثورية عنيفة في تاريخ الإسلام السياسي، وقد شغلت الدولة الإسلامية فترة طويلة من الزمن، وبسطت نفوذهم السياسي على بقاع واسعة من الدولة الإسلامية، في المشرق والمغرب العربي، وفي عمان وحضرموت وزنجبار، وما جاورها من المناطق الإفريقية وفي المغرب العربي.
 ولا تزال لهم ثقافتهم المتمثلة في المذهب الإباضي المنتشر في تلك المناطق.
كما أن بعض أفكارهم – ولا سيما الأزراقة – المتعلقة بتكفير العصاة لا يزال لها أتباع يمثلون تنطع الخوارج وتشددهم في وقتنا الحاضر.


 الفصل الرابع: أسماؤهم وسبب تلك التسميات

للخوارج أسماء كثيرة، بعضها يقبلونه وبعضها لا يقبلونه، ومن تلك الأسماء:
1- الخوارج. 2- الحرورية. 3- الشراة.
4- المارقة. 5- المحكمة. 6- النواصب.
أما بالنسبة للاسم الأول: فهو أشهر أسمائهم، هم يقبلونه باعتبار الخروج للجهاد في سبيل الله ، وينفونه إذا أريد به أنهم خارجون عن الدين أو عن الجماعة
وأما بالنسبة للتسمية الثانية: فهي نسبة إلى المكان الذي خرج فيه أسلافهم عن عليّ، وهو قرب الكوفة.
وأما بالنسبة للتسمية الثالثة: فهي نسبة إلى الشراء الذي ذكره الله بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }الآية(13). وهم يفتخرون بهذه التسمية
وأما التسمية الرابعة: فهي من خصوم الخوارج، لتنطبق عليهم أحاديث المروق الواردة في الصحيحين
وأما التسمية الخامسة : من أول أسمائهم السبب إما لرفضهم تحكيم الحكمين وإما لتردادهم كلمة لا حكم إلا لله وهو الراجح ، وهي كلمة حق أريد بها باطل ولا مانع أن يطلق عليهم لكل ذلك
وأما تسميتهم بالنواصب فلمبالغتهم في نصب العداء لعليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه – [5].

الفصل الخامس: موقف علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- من الخوارج
بعد حدوث هذه الفتنة حاول علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – إقناعهم بالدليل والحجة والبرهان، فحاورهم قبل نشوب المعركة الشهيرة التي تسمى بالنهروان.
وقعت بين علي –رضي الله عنه -وبين الخوارج –قبل نشوب المعركة- عدة محاورات، وحينما طلب منهم علي رضي الله عنه بيان أسباب خروجهم عنه أجابوه بعدة أشياء منها:
1- لماذا لم يبح لهم في معركة الجمل أخذ النساء والذرية كما أباح لهم أخذ المال؟
2- لماذا محى لفظة أمير المؤمنين وأطاع معاوية في ذلك عندما كتب كتاب الهدنة في صفين، وأصر معه على عدم كتابة ((علي أمير المؤمنين))؟
3- قوله للحكمين : إن كنت أهلاً للخلافة فأثبتاني . بأن هذا شك في أحقيته للخلافة.
4- لماذا رضي بالتحكيم في حق كان له.
أجابهم عن الشبهة الأولى والتي تدل على جهلهم بما يلي:
أ- أباح لهم المال بدل المال الذي أخذه طلحة والزبير من بيت مال البصرة، ثم هو مال قليل
ب- النساء والذرية لم يشتركوا في القتال وهم أيضاً مسلمون بحكم دار الإسلام ولم تكن منهم ردة تبيح استرقاقهم.
ج- قال لهم: لو أبحت لكم استرقاق النساء والذرية فأيكم يأخذ عائشة سهمه فخجل القوم من هذا ورجع معه كثير منهم كما قيل.
وأجابهم على الشبهة الثانية:
بأنه فعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية
وأجابهم عن الشبهة الثالثة على افتراض صحة الرواية عنه: بأنه أراد النصفة لمعاوية ثم استدل بقصة وفد نصارى نجران ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم إلى المباهلة لإنصافهم.
وأجابهم عن الشبهة الرابعة: بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكّم سعد بن معاذ في بني قريظة في حق كان له[6].

الفصل السادس: عدد فرق الخوارج
من رحمة الله بالناس أن الخوارج تفرقوا فيما بينهم، ولو اتحدوا لكانوا كارثة على المسلمين ، الخوارج كانوا يختلفون ويتفرقون لأتفه الأسباب فتفرقوا فرقاً كثيرة قد لا يكون ضرورياً عدها هنا فإن بعض تلك الفرق انتهى في وقته.
وأما عددهم فأعداد مختلفة؛ فنجد الأشعري مثلاً يعد فرق الخوارج أربع فرق، وغيره يعدها خمساً، وبعضهم يعدها ثمانياً، وبعضهم سبعاً، وآخرون خمساً وعشرين، وقد تصل إلى أكثر من ثلاثين فرقة، والواقع أنه يصعب معرفة عدد فرق الخوارج[7] .
والسبب في ذلك يعود إلى:
1- أن الخوارج فرقة حربية متقلبة.
2- أن الخوارج كانوا يتفرقون باستمرار لأقل الأسباب.
3- أن الخوارج أخفوا كتبهم.
ومن أهم تلك الفرق فرقة الإباضية التي ما زالت لها صدى في بعض البلاد الإسلامية.

الفصل السابع: الإباضية
زعيم الإباضية هو جابر بن زيد الأزدي الذي كان من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنهما[8].
وقد نُسبوا إلى عبد الله بن إباض وينسب إلى بني تميم، وهو تابعي، عاصر معاوية وابن الزبير وكانت له آراء واجه بها الحكام.
كان في القرن الثالث الهجري، وقبلها كانوا يسمون أنفسهم ((جماعة المسلمين)) ، أو ((أهل الدعوة))، أو((أهل الاستقامة)) كما يذكر ابن خلفون من علمائهم [9].

فرق الإباضية:
1-الحفصية: أتباع حفص بن أبي المقدام.
2-اليزيدية: أتباع يزيد بن أنيسة.
3-الحارثية: أتباع حارث بن يزيد الإباضي.
4-أصحاب طاعة لا يراد بها الله[10].                       

فرقهم الموجودة في المغرب:
1-فرقة النكار: وسميت هذه الفرقة بالنكارية لإنكارهم إمامة ابن رستم.
2-النفاثية: نسبة إلى رجل يسمى فرج النفوسي المعروف بالنفاث.
3-الخلفية: نسبة لخلف بن السمح المعافري له مناوشات مع الدولة الرستمية.
4-الحسينية: وزعيمهم رجل يسمى أبا زياد أحمد بن الحسين الطرابلسي.
5-السكاكية: نسبة إلى زعيمهم عبد الله السكاك ، تميز بأقوال تخرجه عن الإسلام
6-الفرثية: زعيمهم أبو سليمان بن يعقوب بن أفلح.

الدول التي أقامتها الإباضية:
قامت للإباضية دولتان: إحداهما في المغرب والأخرى في المشرق في عُمان.

سبب انتشار الإباضية في عمان:
وساعد انتشار المذهب الإباضي في عمان بُعْدُها عن مقر الخلافة، ثم مسالكها الوعرة.
ويرجع دخول المذهب الإباضي عمان إلى فرار بعض الخوارج بعد معركة النهروان إلى هذا البلد؛ كما يرى بعض العلماء. ولكن السالمي من علماء الإباضية يرى أن دخول المذهب إلى عمان يرجع إلى قدوم عبد الله بن إباض.
إلا أن جيوش الخلافة العباسية قضت على حلم أهل عمان وظلت جزءاً من الدولة العباسية إلى سنة 177هـ، حيث بدأت نزعة الاستقلال وولوا عليهم سنة 179هـ إماماً منهم، واستمر ولا تهم في الحكم في عمان ابتداءً بأول خليفة وهو محمد بن أبي عفان الأزدي إلى أن تدخلت الدول الاستعمارية وقضت على الإمامة[11].

سبب انتشار الإباضية في المغرب:
أما بالنسبة لدولة الإباضية في المغرب فإن قيام هذه الدولة كان نتيجة لانتشار المذهب الإباضي هناك بين قبائل البربر ، ولقد كانت البصرة هي إحدى القواعد الأساسية لدعاة المذهب الإباضي ، وتعتبر المرجع لجميع الإباضية في كل مكان، إذ يأتون إليها ويتزودون منها علماً وخططاً لنشر مذهبهم وإقامة حكمهم، في ذلك الوقت وفد إليها رجال هذا المذهب ثم خرجوا إلى المغرب وأسسوا دولتهم. وكان أول زعيم لهم هو أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري وواصل أبو الخطاب انتصاراته، ولكن جيش الخلافة العباسية دحرهم في معركة قتل فيها أبو الخطاب وتفرقت الإباضية.
ثم قام عبد الرحمن الرستمي الذي يعتبر مؤسس الدولة الرستمية الإباضية في المغرب بمحاولات الاستقلال، وتمت له السيطرة على أماكن كثيرة وسلموا عليه بالخلافة سنة 160هـ وهو فارسي الأصل. إلى أن داهمتهم الشيعة بقيادة أبي عبيد الله الشيعي في سنة 296هـ.
الفصل الثامن:أسباب ظهور الخوارج
هناك عدة أسباب سياسية وتاريخية، مهدت لظهور هذه الفرقة، من أهمها:
1- النزاع حول الخلافة:
وربما يكون هذا هو أقوى الأسباب في خروجهم، وفسروا الخلاف بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما -بأنه نزاع حول الخلافة. ومن هنا استسهلوا الخروج على عليّ ومعاوية من بعده.
2- قضية التحكيم:
فقد أجبروا عليّ – رضي الله عنه- على قبول التحكيم، وحينما تم ذلك طلبوا منه أن يرجع عنه بل ويعلن إسلامه، فرد عليهم رداً عنيفاً.

3- جور الحكام وظهور المنكرات:
هكذا كان الخوارج يرددون أن الحكام ظلمة والمنكرات فاشية، والواقع أنهم حينما فعلوا خرجوا أضعاف ما كان موجودا من المظالم والمنكرات مع أن إقامة العدل والنهي عن المنكرات يتم بغير تلك الطريقة التي ساروا عليها في استحلال دماء مخالفيهم حكاماً ومحكومين.
4- العصبية القبلية:
التي ماتت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وزمن أبي بكر وعمر -رضوان الله عليهما-. ثم قامت في عهد عثمان –رضي الله عنه- وما بعده قوية شرسة، وكانت قبل الإسلام بين ربيعة- وأكثر الخوارج منهم- وبين مضر قوية، وقد قال المأمون: ((وأما ربيعة فساخطة على الله منذ بعث نبيه من مضر، ولم يخرج اثنان إلا خرج أحدهما شارياً)). وهناك أسباب أخرى عوامل اقتصادية؛ كقصة ذي الخويصرة ومنها كذلك الحماس الديني [12].

الفصل التاسع: آراؤهم ومعتقداتهم
لم يكن للخوارج عند بدء ظهورهم منظومة أفكار تشكل مذهبهم الذي فارقوا به أهل السنة، فقد كانت مفارقتهم للمسلمين متعلقة باعتراضهم على مسألة التحكيم، إلا أن مذهب الخوارج اتسع في بِدَعِه ومخالفاته، نظرا لما استتبع اعتراضهم الأول من التزامات، ولما استجد عليهم من محدثات، فمن آرائهم:
1. الخروج على الحكام إذا خالفوا منهجهم وفهمهم للدين.
2. تكفير أصحاب الكبائر.
3. التبرؤ من الخليفتين الراشدين عثمان وعلي رضي الله عنهما.
4. تجويز الإمامة العظمى في غير القرشي، فكل من ينصبونه ويقيم العدل فهو الإمام، سواء أكان عبدا أم حرا، عجميا أم عربيا. وذهبت طائفة منهم وهم النجدات إلى عدم حاجة الناس إلى إمام، وإنما على الناس أن يتناصفوا فيما بينهم، فإن رأوا أن لابد من إمام جاز لهم أن يقيموا لهم إماماً.
5. إسقاط حد الرجم عن الزاني، وإسقاط حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال دون من قذف المحصنات من النساء  .
6. إنكار بعضهم سورة يوسف، وهو من أقبح أقوالهم وأشنعها، وهذا القول ينسب إلى العجاردة منهم، حيث قالوا لا يجوز أن تكون قصة العشق من القرآن !!
7. القول بوجوب قضاء الصلاة على الحائض، فخالفوا النص والإجماع .

الفصل العاشر: صفات الخوارج
لم يرد في فرقة من الفرق الإسلامية من البيان النبوي ما ورد في الخوارج، فقد تواترت الأحاديث في التحذير منهم وبيان صفاتهم، ومن صفاتهم التي ورد بها الحديث:
1-     قلة فهم القرآن ووعيه ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله أنه قال في وصفهم : ( يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّميَّة ) متفق عليه .
2-  زهد وعبادة وخبث اعتقاد : كما سبق في حديث أبي سعيد الخدري .
3-  سلم على أهل الكفر حرب على أهل الإسلام : فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله أنه قال في وصفهم ( يقتلون أهل الإسلام ويَدَعُون أهل الأوثان ) .
4- صغار الأسنان سفهاء الأحلام: فعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصف الخوارج :( حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام ) متفق عليه.
 ومن أوصافهم التحليق، كما ثبت في صحيح "البخاري" مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في وصفهم :( سيماهم التحليق ) والمراد به : حلق رؤسهم على صفة خاصة، أو حلقها بالكلية، حيث لم يكن ذلك من عادة المسلمين ولا من هديهم في غير النسك .
وخاتمة الأوصاف النبوية للخوارج أنهم ( شر الخلق والخلقية ) كما ثبت ذلك في صحيح مسلم ، وأن قتلاهم ( شر قتلى تحت أديم السماء ) كما عند الطبراني مرفوعا، وأنهم ( كلاب النار ) كما في مسند أحمد ، وأنهم:( يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) كما ثبت ذلك في الصحيحين.

الفصل الحادي عشر: الحكم على الخوارج
ذكر الدكتور غالب عواجي بعد دراسة وافية للخوارج وفرقها ومعتقداتها ما ملخصه:
اختلفت وجهات النظر في الحكم على الخوارج فيما ظهر لي من خلال دراستي عنهم إلى قولين :
1- أحدهما الحكم بتكفيرهم.
2- الحكم عليهم بالفسق والابتداع والبغي.
ولعل الصحيح أن الذين حكموا على الخوارج بالكفر الصريح قد غلوا في تعميم الحكم عليهم، والذين حكموا عليهم بأنهم كغيرهم من فرق المسلمين أهل السنة قد تساهلوا، بل الأولى أن يقال في حق كل فرقة ما تستحقه من الحكم حسب قربها أو بعدها عن الدين.

الخاتمة
قدمت في هذا البحث نبذة عن الخوارج وفرقهم ومعتقداتهم وأوصافهم وأسمائهم، كما تناولت قصة ظهورها ونشأتها بشيء من التفصيل مع ذكر موقف علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- منهم قبل النهروان في محاولة إقناعهم وإعادتهم إلى الصواب، وبينت أسباب ظهورهم كما ذكرها المؤرخون وعلماء السلف، وأسهبت شيئاً في ذكر الإباضية وفرقهم لأنهم أقاموا دولة في المغرب وفي عمان، وكان لهم دور كبير في إحياء هذه الفتنة طوال العصور الماضية إلى العصر الراهن،  وذكرت أن هذه الفتنة ما انقرضت مع انقراض عصر رؤسائهم، بل امتدت على مر العصور حتى توصلت إلى عرش الحكم في بعض البلدان النائية من مركز العالم الإسلامي، وأدت دورها السلبي في تاريخ الإسلام السياسي منذ نشأتها إلى اليوم، فإن الفكر المتطرف وأصحابه ليسوا إلا مظهراً من مظاهر هذه الفرقة الضالة، ثم ختمت البحث بالحكم على هذه الفرقة الضالة، وذلك اعتماداً على رأي المتخصصين في هذا المجال.
وختاماً أسأل الله أن يتقبل مني هذا العمل، وينفع به العباد والبلاد، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه وصفيه محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

فهرس الموضوعات
الرقم
الموضوع
الصفحة
1
المقدمة
1
2
الفصل الأول: تعريف الخوارج
3
3
الفصل الثاني: زمن ظهورهم
4
4
الفصل الثالث: استمرارية وجودهم على مر العصور
5
5
الفصل الرابع: أسماؤهم وسبب تلك التسميات
6
6
الفصل الخامس: موقف علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الخوارج
7
7
الفصل السادس: عدد فرق الخوارج
9
8
الفصل السابع: الإباضية
10
9
فرق الإباضية
10
10
فرقهم الموجودة في المغرب
10
11
الدول التي أقامتها الإباضية
11
12
سبب انتشار الإباضية في عمان
11
13
سبب انتشار الإباضية في المغرب
12
14
الفصل الثامن:أسباب ظهور الخوارج
13
15
النزاع حول الخلافة
13
16
قضية التحكيم
13
17
جور الحكام وظهور المنكرات
14
18
العصبية القبلية
14
19
الفصل التاسع: آراؤهم ومعتقداتهم
15
20
الفصل العاشر: صفات الخوارج
16
21
الفصل الحادي عشر: الحكم على الخوارج
18
22
الخاتمة
19
23
فهرس الموضوعات
20



[1] ينظر فتح الباري 12/354
[2]  ينظر: تهذيب اللغة (أبواب الخاء والجيم- خ ج ر)7/25.
[3] ينظر: معجم ألفاظ العقيدة صـ 177.
[4] الملل والنحل 1/113
[5] ينظر فرق معاصرة للدكتور غالب عواجي باختصار.
[6] ينظر: الفرق بين الفرق ص 79، والكامل للمبرد 2/117، وشرح نهج البلاغة 2/275.
[7] مقالات الإسلاميين 1/1983، والفرق بين الفرق ص 72،24، والتنبيه والرد للملطي ص 167، وتاريخ الفرق الإسلامية ص 266،271، والاعتصام 2/219.
[8] ينظر: البداية والنهاية 10/93.
[9] أجوبة ابن خلفون ص 9، نقلاً من: فرق معاصرة لغالب عواجي
[10] مقالات الإسلاميين 1/183، الفرق بين الفرق ص 105،279.
[11] الكامل لابن الأثير 5/192، وعمان تاريخ يتكلم ص 131، الأزهار الرياضية ص 2/2، نقلاً من : فرق معاصرة لغالب عواجي.
[12] ملخصاً من فرق معاصرة للدكتور غالب عواجي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق