
السؤال:
ما هي أسباب تعدد روايات الحديث الواحد..... مع أنه قد يكون عن صحابي واحد..... أو صحابيين حضرا الموقف ذاته في معركة ـ مثلاً ـ؟.
الإجابة:
سبب تعدد الروايات في الحديث الواحد يعود إلى أمور منها:
- الرواية بالمعنى، فمعلوم قطعاً أن كثيراً من الأحاديث التي تروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينطقها النبي بحروفها وترتيبها كاملة، ولكنه كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجملة، وما تغاير اللفظ فيه فهو يحمل على المعنى في الغالب.
- قلة ضبط بعض الرواة، فربما تكون الواقعة في الخبر هي التي يهتم بها الناقل، فيضبطها، ولا يعتني عناية تامة فيما هو خارج عن المناسبة.
- اختلاف فهوم النقلة، فربما يكون الحديث فعلاً من أفعاله - صلى الله عليه وسلم - فيحكيه أحدهم على وجه ويحكيه الآخر على وجه آخر إلا أن المعنى واحد، فالحديث حكاية فعل لا حكاية قول.
-وربما يكون اختلاف الروايات تنوع لا اختلاف تضاد، فكل راوٍ يحكي ما رآه ممن لم يره الآخر وإن كانت الواقعة واحدة.
وينبغي لطالب العلم في مثل هذا النظر في حال هذه الروايات المختلفة، والترجيح بينها على منهج الأئمة النقاد، ويكون الترجيح بأحوال منها النظر في أحوال الرواة عند تعددها فهم غالباً يتفاوتون في الضبط.
وكذلك النظر لما اعتمده الأئمة في مصنفاتهم خاصة البخاري ومسلم.
وغير ذلك مما هو مبسوط في كتب الاصطلاح
هذه بعض أسباب تعدد الروايات في الحديث النبوي الشريف، ويمكن أن يضاف إلى ذلك أمور أخرى لها اعتباراتها في هذا السياق نتمنى من المتخصصين في علوم الحديث الشريف من أبناء الجامعة ومن غيرهم المشاركة في هذه المسألة. وجزاكم الله خيرا.
ردحذفيمكن أن يضاف إلى ما ذكر من أسبات تعدد الروايات في الحديث الواحد:
ردحذف- اختلاط الرواي ونسيانه ما روى: فيروي مثلا الرواي قبل الاختلاط القصة أو الحديث على وجه ثم يطرأ عليه نسيان أو اختلاط فيرويها على وجه آخر مختلف، فيتعدد الرواية في القصة الواحد من راو واحد.
- ومن أسبابه ما يرجع إلى ظاهر الأمر، والحقيقة عدم التعدد، ومن ذلك:
-الاختصار، فيكون الحديث طويلا، فيختصره أحد الرواة أو أحد المصنفين، ولم يتقيد باللفظ، فظن ظان أنه حديث آخر مختلف في نفس المسألة، والحقيقية أنه لا فرق بين الحديثين عند التحقيق.
- التداخل بين الأحاديث: بأن يكون دخل حديث في حديث، فيكون في الظاهر تعدا في الرويات في الحديث والحديث، وعند التحقيق أنه حديثان مختلفان.
- التداخل بين الأحاديث المرفوعة والموقوفة والمقطوعة، فقد يكون التعدد في الظاهر، وعند التحقيق ليس هناك تعدد؛ لاختلاف مصدر القائل. والله أعلم.