استمع إلى تلاوة مباركة

Powered By Blogger

عدد الزوار

free counters

أهلا وسهلا ومرحبا بكم في صفحة أبناء السلفية

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين نبينا وقدوتنا محمد بن عبد الله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين، وبعد



فإن الجامعة السلفية ببنارس الهند من أهم وأكبر الجامعات السلفية في الهند، وقد تخرج فيها منذ إنشائهاعام 1383هـ-1963م إلى الآن عدد كبير،توجه معظمهم بعد التخرج إلى العمل في مجال التعليم والدعوة والإرشاد والإفتاء في شبه القارة الهندية وفي بعض دول الخليج، كما ولي بعضهم المناصب القيادية في الجهات الرسمية والأهلية، ووفق بعضهم للحصول على المنح الدراسية من إحدى جامعات المملكة العربية السعودية - حرسها الله وحفظها من كيد الكائدين ومكر الماكرين وأبقاها ذخرا لأهل السنة والأثر وللإسلام والمسلمين -، فواصلوا وما زالوا يواصلون مسيرتهم العلمية في المملكة في المراحل الجامعية، وفي الدراسات العليا في التخصصات الشرعية المختلفة، ولهم جهود مشكورة في خدمة الإسلام والمسلمين، نسأل الله أن يتقبل جهودهم ويوفقهم المزيد، و يثبتنا جميعاً بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل، إنه سميع مجيب.



ومن المجالات الحديثة لنشر الثقافة الإسلامية والعقائد السلفية وعلوم الكتاب والسنة بفهم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين، مجال الشبكة العنكبوتية التي احتلت الصدارة في العصر الحديث في وسائل الإعلام المختلفة، فكان لزاماً على المشتغلين في مجال الدعوة والتعليم التوجه إلى هذا الجانب والاستفادة منه في خدمة الدين الحنيف ونشر الخير في أرجاء البلاد.



فمن هنا جاءت فكرة إنشاء هذه المدونة الالكترونية لأبناء الجامعة السلفية، لتتواصل جهودهم الدعوية على نطاق أوسع وبارتباط بعضهم ببعض، حتى تؤتي ثمارها المرجوة بكل جدارة.



فإن هذه المدونة تفتح أبوابها وترحب بكل حفاوة كل من يريد إبلاغ رسالته الدعوية إلى الآخرين، فإنها طالما أنشئت لغرض الدعوة والتعليم تقبل المقالات الدعوية، والبحوث العلمية، وحصائل مطالعة الكتب، وفوائد لغوية، ونكت بلاغية، وطرف مستجادة وما إلى ذلك بما فيه نفع للإسلام والمسلمين بشرط أن لا يخرج ما ذكر من المواضيع من منهج السلف الصالح، ولا يقدح في عقيدتهم ولا تمس بكرامتها.



فإننا نرحب بكم جميعا مرة أخرى على صفحتكم صفحة أبناء السلفية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم ودمتم في رعاية الله.



وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

बिस्मिल्ला हिर्रह्मनिर रहीम
अबनाए सलफिया के ब्लॉग पर आप का स्वागत है. ये ब्लॉग उनकी गतिविधि तथा उनकी तालीमी सर्गर्मियों के बारे में एक दुसरे को औगत करने के लिए है. आप की इस ब्लॉग के बारे में किया राय है . उम्मीद है की आप को पसंद आया होगा. हमें आप की राय का इन्तिज़ार रहेगा. धन्यवाद .


بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

تضخم الأنا.. وضمائر الرفع المنفصلة



تضخم الأنا.. وضمائر الرفع المنفصلة

كان مدعياً للعلم الأ مر الذي جعله كثير الإساءة إلى ضمائر الرفع المنفصلة فهو إن تحدث العلماء الغائبين اغتابهم .. هو ليس عالماً .. هي ليست عالمة.. هما.. هما .. هن.. هم.. وإن تحدث إلى عامة الناس قلل من شأنهم وخاطبهم قائلاً : أنتَ لا تفهم في مثل هذه الأمور..أنتِ لايمكنكِ الفهم.. أنتما.. أنتما.. أنتن.. أنتم.. وإن تحدث مع العلماء الراسخين في العلم استخدم ضمير الجمع نحن ليثبت لهم أنه واحد منهم ..نحن العلماء مصابيح هذا الكون..نحن العلماء.. أما غالب حديثه فلا يكاد يخلو من ضمير المتكلم أنا.. أنا العالم الوحيد الذي بحثت في هذا الموضوع..أنا ..أنا..أنا..أنا ..أنا .. يقول علماء النفس ما معناه : إذا كرر شخص كلمة أنا خمس مرات في أقل من ساعة فهذا يعني أن لديه مشكلة ..ترى كم عدد المشاكل الت يعاني منها هذا المدعي ؟
مشاركة الأخت: فتحية الحمد على ملتقى التربية والتعليم، ننقلها هنا لنفاستها، مع التحية والشكر للأخت الغالية ، وهذا رابط
المشاركة:

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

إعلان عن انعقاد مؤتمر اللغة العربية ومواكبة العصر في الجامعة الإسلامية بطيبة الطيبة

تعقد في الجامعة الإسلامية بمبادرة من كلية اللغة العربية مؤتمر بعنوان: "اللغة العربية ومواكبة العصر" خلال شهر جمادى الأولى من عام 1433هـ، وإليكم التفاصيل التي نشرتها موقع الجامعة حول هذا المؤتمر.








الأربعاء، 16 يونيو 2010

من ثمار القرائح

बेराद्रम अमानुल्लाह सलाफी जो शेरो शाएरी का अच्छा ज़ौक रखते हैं .  उनकी बाज़  काविशें  नशर की जा रही हैं . आप के तब्सरों का इंतज़ार रहेगा .


الاثنين، 7 يونيو 2010

ذكريات الشيخ عبدالمحسن بن بدر العباد حفظه الله عن الجامعة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

من ذكرياتي عن الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بعد مرور نصف قرن على إنشائها

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد، فهذه فقرات في ذكرياتي عن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بعد مرور نصف قرن على إنشائها:
(1): بدأ عملي الوظيفي في 13/5/1379هـ بتعييني مدرساً في معهد بريدة العلمي، وكنت في تلك السنة في السنة النهائية من كلية الشريعة بالرياض، وقد اختارت إدارة الكليات والمعاهد العلمية التي سميت فيما بعد: ((جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)) بعض الطلاب للتدريس قبل التخرج للحاجة إلى ذلك مع إعطائهم الراتب الذي يعطاه المتخرج وقدره 975 ريالاً، وأظن هذا راتب المرتبة الخامسة من سلم الرواتب.
(2): في نهاية العام الدراسي عدت إلى الرياض لأداء الاختبار، فكنت الأول بحمد لله على دفعتي البالغ عددهم 80 خريجاً، وقد وافقت على العمل في التدريس قبل التخرج أملاً في السلامة من الترشيح للقضاء بعد التخرج، ولكن بعد خروج النتائج طُلب حضوري وعدد من زملائي إلى مقر رئاسة القضاة، وكان ذلك قبل إنشاء وزارة العدل، وأُخبرنا باختيارنا للعمل في القضاء وأن عملي مساعد رئيس محكمة الدمام، فذهبت في الحال وحدي إلى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رئيس القضاة رحمه الله وطلبت إعفائي من القضاء، وأني عملت في التدريس العام الماضي وأرغب في الاستمرار فيه، فوعدني بالنظر في ذلك وأن أراجعه بعد يومين، ولما راجعته أخبرني بموافقته على الإعفاء من القضاء على أن أعمل مدرساً في الجامعة الإسلامية في المدينة عند افتتاحها في العام القادم، فأجبت أنني على استعداد تام لهذا العمل، ولما لم تفتح الجامعة في عام (1380هـ) أسند إلي التدريس في معهد الرياض العلمي إلى حين افتتاحها.
(3): كُلِّف الشيخ محمد بن ناصر العبودي مدير معهد بريدة العلمي في عام 1380هـ بعمل الأمين العام للجامعة وجاء إلى الرياض لمراجعة الجهات المختصة إعداداً لافتتاحها، وقد تردد في ذلك العام أن يتولى إدارة الجامعة الشيخ محمد الحركان أو الشيخ عبد الله خياط رحمهما الله، وقد ذكر الشيخ عبد الله خياط رحمه الله في كتابه ((لمحات من الماضي)) (ص 235 ــ 236) صدور الموافقة السامية برقم (4649) في 30/3/1380هـ باختياره لرئاسة الجامعة الإسلامية وكان ذلك بترشيح الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، وذكر اعتذاره عن ذلك، وما جرى بينه وبين الشيخ محمد بن إبراهيم وغيره من مكاتبة حتى تم إعفاؤه.
وفي أوائل عام 1381هـ عيِّن شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله نائباً لرئيس الجامعة وهو المباشر لأعمالها، ورئيسها الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله وكان يرجع إليه في بعض الأمور، وقد حضر إلى المدينة مرة لرئاسة المجلس الأعلى الاستشاري لها، وبعد وفاة الشيخ محمد بن إبراهيم سنة 1389هـ عيّن رئيساً للجامعة واستمر فيها إلى أن عيّن سنة 1395هـ رئيساً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وكانت مدة إدارته للجامعة أربع عشرة سنة.
(4): تم تأسيس الجامعة في عام 1381هـ بأمر من الملك سعود رحمه الله، وقد خصص لها في ذلك العام ميزانية قدرها ثلاثة ملايين ريال، وكان تأسيسها في المدينة لاستقدام أبناء المسلمين لتدريسهم وتفقيههم في دينهم ليعودوا إلى بلادهم بعد تخرجهم دعاة إلى الحق والهدى، كما قال الله عز وجل: ﭽﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﭼ.
(5): لأهمية الجامعة عند الدولة كانت مؤسسة مستقلة مرتبطة برئاسة مجلس الوزراء، واستمرت على ذلك إلى أكثر من عشرين سنة عندما صدر نظام موحد للجامعات فصارت كغيرها من الجامعات تابعة لوزارة التعليم العالي، وفي نظامها الذي صدر في عام 1386هـ : ((جلالة الملك هو الرئيس الأعلى للجامعة))، وفي نظامها الذي صدر في عام 1395هـ: ((يتم اختيار الرئيس الأعلى للجامعة بأمر ملكي))، وبناء على ذلك أصدر الملك خالد رحمه الله أمراً بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء رحمه الله رئيساً أعلى للجامعة، وكان يحضر للمدينة أحياناً لرئاسة المجلس الأعلى وينيب عنه في حال عدم حضوره سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، وفي هذا النظام يشارك في عضوية المجلس الأعلى عشرة أعضاء من خارج المملكة يمثلون مختلف المناطق الإسلامية، ويصدر أمر ملكي بتعيينهم لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد بناء على اقتراح رئيس الجامعة.
(6): كان في الجامعة عام افتتاحها كلية واحدة هي كلية الشريعة ومعهد ثانوي، وقد بدأت الدراسة فيها في يوم الأحد الموافق الثاني من جمادى الآخرة عام 1381هـ، وكان عدد طلاب الكلية خمسة وثمانين طالباً وطلاب المعهد الثانوي مائة وواحداً وسبعين طالباً.
(7): وصلت إلى المدينة في 29/4/1381هـ وعيِّنت مدرساً في الجامعة في المرتبة الثالثة راتبها 1400 ريال، وكان سلَّم الرواتب آنذاك عكس السلم في الوقت الحاضر كلما قل رقم المرتبة كثر راتبها، وكنت بحمد الله أول من ألقى درساً في كلية الشريعة في اليوم الذي بدأت فيه الدراسة، ومن الذين درَّسوا فيها عام افتتاحها شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ عطية محمد سالم رحمهما الله.
وكم كان فرحي عظيما عندما سمعت بتعيين الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في إدارة الجامعة؛ إذ يسر الله لي صحبة هذا الرجل الفاضل العظيم أربعة عشر عاماً، وقد اختارني رحمه الله عضواً في مجلس الجامعة طيلة هذه المدة.
(8): زار الملك فيصل رحمه الله الجامعة ثلاث مرات، الأولى في عام 1382هـ، والأخيرة في مطلع عام 1393هـ، وكان في زيارته يزور بعض الفصول الدراسية، وقد حضر لي في الزيارة الأولى درساً في مادة التوحيد، وفي الأخيرة درساً في مادة الفقه، والزيارة الثالثة في عام 1384هـ، وارتجل في الحفل الذي أقامته الجامعة في هذه المناسبة كلمة عظيمة، وألقيتُ بين يديه كلمة المدرسين، وقد أثبتُ الكلمتين في رسالة: ((عالم جهبذ وملك فذ: (الشيخ محمد بن إبراهيم والملك فيصل رحمهما الله))) طبعت في عام 1402هـ، وطبعت ضمن مجموع كتبي ورسائلي (6/425 ــ 446) في عام 1428هـ.
(9): عيِّنت نائباً لرئيس الجامعة بترشيح من الشيخ عبد العزيز رحمه الله وموافقة الملك فيصل رحمه الله، وصدر بذلك قرار مجلس الوزراء في 30/7/1393هـ، وكنت المسئول الثاني في الجامعة إلى حين انتقال الشيخ عبد العزيز إلى الرياض في أوائل شوال عام 1395هـ، وبعد ذلك كنت المسئول الأول إلى شوال سنة 1399هـ إذ أُعفيت من العمل بطلب مني لما طرأ على بصري من ضعف لكثرة النظر في أوراق الجامعة، وكنت قبل عملي في نيابة الجامعة أقود السيارة مدة عشر سنوات.
(10): قمت بحمد الله بالتدريس في الجامعة حتى الآن مدة خمسين سنة كملت في يوم الأحد الموافق الثاني من جمادى الآخرة هذا العام 1431هـ، وفي السنوات الست التي كنت فيها مسئولاً في الجامعة لم أتخلَّ عن إلقاء محاضرتين كل أسبوع في كلية الشريعة، وتم لي أيضاً بحمد الله وفضله في هذا الشهر إكمال تدريس كتب الحديث الستة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان البدء في تدريسها في مطلع المحرم 1406هـ، ابتداءً بصحيح مسلم ثم صحيح البخاري ثم سنن النسائي ثم سنن أبي داود ثم جامع الترمذي ثم سنن ابن ماجه الذي تم الانتهاء منه مساء السبت 15/6/1431هـ.
(11): كليات الجامعة خلال نصف هذا القرن خمس، وهي كلية الشريعة التي أُنشئت عام افتتاح الجامعة، وكلية الدعوة وأصول الدين افتتحت في عام 1386هـ، وكلية القرآن الكريم افتتحت في عام 1394هـ، وكلية اللغة العربية افتتحت في عام 1395هـ، وكلية الحديث افتتحت في عام 1396هـ، وعند افتتاح كلية القرآن الكريم طُلب من مدرس مادة القرآن في المعهد الثانوي التزويد بأسماء الذين يحفظون القرآن كاملاً لتوجيههم للدراسة في هذه الكلية، ولكونها جديدة لم يرغب الطلبة في الدراسة فيها، وبعد بدء الدراسة فيها بفترة حضر عندي في المكتب ــ وكنت مسئولاً في الجامعة ــ طلابها يطلبون إعفاءهم وتحويلهم إلى كليات أخرى، قلت لهم: أتدرون لماذا جئتم؟ إنكم جئتم تطالبون بإغلاق كلية القرآن! وشجعتهم على الاستمرار ووعدتهم بالعمل على تمييز طلبة كلية القرآن على غيرهم من طلاب الكليات الأخرى، وذلك بتخصيص مكافأة زائدة على مكافأة طلاب الكليات الأخرى، وعند إعداد جدول الأعمال لدورة المجلس الأعلى التي رأسها سمو الأمير فهد رحمه الله جُعل موضوع مكافأة طلبة كلية القرآن أول موضوع في الجدول، فتمت دراسته بحضوره وخُصص لهم مبلغ يكون زائداً على مكافأة غيرهم من الطلاب، وأناب رحمه الله سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في رئاسة بقية الجلسات.
(12): تولى إدارة الجامعة خلال نصف هذا القرن ستة، هم: شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، ثم صاحب هذه الذكريات، ثم الدكتور عبد الله الزايد، ثم الدكتور عبد الله بن صالح العبيد، ثم الدكتور صالح بن عبد الله العبود، ثم الدكتور محمد بن علي العقلا.
(13): في عام 1381هـ ــ وهو العام الذي أنشئت فيه الجامعة الإسلامية بالمدينة ــ أصدر جمال عبد الناصر قرارا بتطوير الأزهر، وذلك بإحداث كليات دنيوية زاحمت كلياته المتخصصة وهي الشريعة وأصول الدين واللغة العربية، وترتب على ذلك إضعاف الأزهر شكلاً ومضموناً، أما الشكل فإن الزي الذي كان عليه الأزهريون في كلياته المتخصصة بدأ يتلاشى حتى لم يبق عليه إلا من بقي من المشايخ القدامى، وأما المضمون فإن القدرة العلمية لكلياته المتخصصة ضعفت عما كانت عليه من قبل.
وبعد مضي أكثر من عشرين سنة على تأسيس الجامعة الإسلامية سعى أحد المسئولين فيها إلى إنشاء كليات دنيوية فيها، ولكن لحسن حظه أن الملك فهد رحمه الله لم يوافق على ذلك، فقد قرر مجلس الوزراء أن تبقى الجامعة الإسلامية مقتصرة على تخصصها وأعلن ذلك في أخبار مجلس الوزراء عام 1402هـ، واستمرت الجامعة مقتصرة على كلياتها الخمس الشرعية إلى تمام نصف قرن على تأسيسها، وفي الآونة الأخيرة سعت الجامعة في عهدها الجديد لإنشاء كليات دنيوية يحصل بها مزاحمة تخصصها ويحصل بها إضعافها كما حصل للأزهر قبل نصف قرن، وقد كتبت إلى خادم الحرمين الملك عبد الله حفظه الله وإلى وزير التعليم العالي وإلى المسئول في الجامعة في ذلك، ومما قلته فيما كتبته لخادم الحرمين حفظه الله في 1/1/1430هـ: ((وقد مضى على إنشاء الجامعة الإسلامية نصف قرن تقريباً ظلت فيها الجامعة محافظة على تخصصها، والمأمول من مقامكم الكريم التوجيه بإبقاء الجامعة على تخصصها دون مزاحمة وأن يسلم عهدكم من إقرار ما فيه إضعاف للجامعة كما سلمت في عهود أسلافكم من ذلك، وألا يحصل للجامعة في عهدكم نظير ما حصل للأزهر في عهد جمال عبد الناصر)).
وفي أثناء إعداد هذه الذكريات فاجأت الصحف المحلية في 30/5/1431هـ (أي: عند إتمام نصف قرن على إنشائها إلا يوماً واحداً فقط) بنشر الموافقة السامية كما في صحيفة الرياض على قرارات مجلس التعليم العالي، وفي أولها افتتاح ثلاث كليات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهي: كلية العلوم، وكلية الحاسب الآلي ونظم المعلومات، وكلية الهندسة، ولا يزال الأمل عظيماً في خادم الحرمين حفظه الله بالتوجيه بإبقاء الجامعة على تخصصها وصرف النظر عن كل ما من شأنه إضعافها وخروجها عن مسارها، ومما لا شك فيه أن فائدة الحاسب الآلي في الوصول إلى المعلومات الشرعية عظيمة، ويمكن تحقيق هذه الفائدة بإيجاد دورات في الحاسب الآلي يتمكن بها طلاب الجامعة من الوصول إلى بغيتهم في مجال اختصاصهم، وأما دراسة العلوم والهندسة فإن ذلك وإن كان فيه فائدة دنيوية فإنه لا يتفق مع الأهداف التي أُنشئت من أجلها الجامعة، وهي: تفقيه أبناء المسلمين في الدين ليعودوا إلى بلادهم دعاة إلى الحق والهدى، يبصرون غيرهم في أمور دينهم، وهذه الكليات تعلِّم المهن والحرف التي لا تتفق مع ما أُسست الجامعة من أجله، وهذا النوع من الدراسة موجود في بلاد كثيرة، ويغني عن افتتاح هذه الكليات في الجامعة أن يوجَّه الطلاب السعوديون إلى جامعات المملكة التي تشتمل على مثل هذه الكليات، وقد زاد عددها على عشرين جامعة، وأما غير السعوديين الذين يُرغَب تدريسهم في هذه التخصصات فإن المناسب تخصيص منح دراسية لهم في تلك الجامعات الكثيرة في المملكة، وعندما كنت مسئولاً في الجامعة قبل ثلاثين سنة زار الجامعة الدكتور صوفي أبو طالب مدير جامعة القاهرة فسألني قائلاً: لماذا لا تفتح الجامعة كلية طب؟ فقلت: ولماذا لا تفتح جامعة القاهرة كلية شريعة؟ فقال: إن الأزهر كفانا ذلك، فقلت: وقد كفتنا الجامعات المتخصصة في الطب وغيره في المملكة ذلك.
ومن أغرب وأعجب ما جاء في قرارات مجلس التعليم العالي: ((ووافق على إنشاء قسم الشريعة بكلية القانون بجامعة الجوف وتعديل اسم الكلية إلى كلية الشريعة والقانون))؛ إذ كيف يتم في بلاد الحرمين إنشاء كلية للقانون ثم إنشاء قسم فيها للشريعة مع تعديل اسمها إلى كلية الشريعة والقانون؟! وبلاد الحرمين نزل بها الوحي وظهر فيها الإسلام والدولة السعودية قامت على تحكيم الشريعة، والقوانين الوضعية مخالفة للشريعة، فلماذا يُنشأ كلية للقانون ثم يُلحق بها قسم للشريعة وتسمى كلية الشريعة والقانون؟! وهذه التسمية للكلية تعادل اسم (كلية الحق والباطل)، والفرق بين الشريعة الإسلامية الرفيعة والقوانين الوضعية الوضيعة كالفرق بين الخالق والمخلوق؛ لأن الشريعة وحي من الخالق والقانون من عمل المخلوقين، والشريعة كاملة لأنها من عند الله، والقوانين ناقصة لأنها من وضع الناقصين، وقد كنا نتعجب من وجود كليات باسم الشريعة والقانون في غير هذه البلاد، فابتلينا بذلك كما جاء في قرارات مجلس التعليم العالي، وعسى الله أن يخلِّص هذه البلاد من هذا النوع من الدراسة والتسمية بمثل هذه التسمية ومن كل ضرر يعود على هذه البلاد حكومة وشعباً.
(14): لقي سعي الجامعة في عهدها الجديد إلى إنشاء كليات دنيوية قبولاً شديداً واهتماماً بالغاً من التغريبيين والصحفيين بل والصحفيات اللاتي ظهر ذكرهن قبل سنوات قليلة وشاركن الصحفيين في مهنة الصحافة، فأبدى الجميع إعجابهم بهذا الانفتاح للجامعة بهذا السعي لإنشاء الكليات الدنيوية وكذا اتجاهها إلى الابتعاث إلى الدول الغربية وغيرها، ولاسيما للتخصص في اللغة العربية وفي تاريخ المملكة! ولا ينتهي عجب العاقل من كون العرب السعوديين يُبتعثون للغرب للتخصص بلغة العرب ولكتابة تاريخ المملكة هناك! ونظير تخصص السعوديين باللغة العربية وتاريخ المملكة في بريطانيا مثلاً ما لو جاء بريطانيون إلى المملكة للتخصص باللغة الإنجليزية وتاريخ بريطانيا!! فإن كلاً منهما يُتعجب منه إلا أن الأول يُسعى إلى حصوله والثاني لا يُفكَّر في حصوله.
(15): من الانفتاح الجديد للجامعة حضور صحفيات إلى المؤتمر الذي عقدته الجامعة عن الإرهاب قريباً في الشهر الماضي في مكان خاص بالنساء، وقيام صحفية بمحاورة المسئول في الجامعة على هامش المؤتمر في أمور أبرزت فيها إعجابها الشديد بانفتاح الجامعة ــ وهو الانفتاح الذي تتعامل فيه الجامعة مع مختلف (الأطياف على حد تعبيرهم) حتى الصحفيات ــ ونُشر حوارها في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 10/4/2010م، وقد أبديت في رسالة إلى المسئول في الجامعة ملاحظاتي على ما جاء في الحوار حول الجامعة وحول أمور شرعية، ولا أدري لماذا تم حوار هذه الصحفية مع الخليفة الخامس للشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله؟! حتى وإن كان عن طريق شبكة المعلومات كما فهمت من المسئول ولماذا لم يكن مع صحفي؟! وما ذاك إلا من مكر المستغربين والتغريبيين للمؤسسات الشرعية والقائمين عليها، وفي التمكين من مثل هذا الحوار إعانة الفتيات على الانفلات الذي بدأ في الآونة الأخيرة في هذه البلاد والذي لا ينبغي أن يحصل من مسئول في جامعة إسلامية؛ فإن مزاولة المرأة مهنة الصحافة لا يتأتى غالباً إلا بالسفور والاختلاط المشين بالرجال والسفر بدون محرم، وكل ذلك مخالف لهدي الإسلام.
وجاء في الحوار إتاحة الجامعة للفتيات الدراسة في الكليات الدنيوية إذا تم إنشاؤها في الجامعة، فهل تمكَّن الفتيات في هذه الجامعة الإسلامية من دراسة الهندسة ليفتحن مكاتب هندسية يستقبلن فيها الرجال ويقمن بالإشراف على إنشاء العمارات وغير ذلك مما فيه سفورهن واختلاطهن بالرجال؟!
وجاء في الحوار أيضاً اتجاه الجامعة عند إنشاء كلية طب ومستشفى جامعي إلى الاستفادة من خبرات وكفاءات أجنبية من غير الديانة الإسلامية،وأنه سيكون للكليات الجديدة مقر آخر خارج حدود الحرم، ومن المعلوم أن البنيان في المدينة إذا امتد خارج حدود الحرم فإنه يدخل تحت اسم المدينة وإن لم يكن داخلاً في الحرم، وهذا التفكير بهذا الاتجاه من الغريب العجيب؛ إذ كيف يُعقل أن تجلب جامعة إسلامية إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم من لا يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم؟! وهذا من زيادة مفاسد إنشاء الكليات الدنيوية في الجامعة على ما فيه إضعافها ومزاحمة اختصاصها.
(16): جاء في حوار الصحفية مع مسئول الجامعة أن الجامعة في عهدها الجديد أُحييت بعد ممات ونُفخ فيها الروح من جديد، وهذه عبارات متناهية في إعجاب هذه الصحفية بانفتاح الجامعة، يدخل تحت هذا الموت المزعوم أحسن فترة مرت بها الجامعة، وهي فترة إدارة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله لها، وكانت تلك الفترة فترة شبابها وقوتها ونشاطها في مجال اختصاصها تعليماً ودعوةً ووقاراً وهيبةً، وبعد تعييني نائباً لرئيسها الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله بفترة مررت عليه رحمه الله في منزله قبل ذهابي إلى الجامعة، وكان الشيخ إبراهيم الحصين رحمه الله يقرأ عليه المعاملات المتنوعة في مصالح المسلمين فقال لي: ((رأيت البارحة أنني أقود بكرة وأنت تسوقها، وقد أوَّلت هذه البكرة بالجامعة الإسلامية))، والبكرة هي الشابة الفتية من الإبل، وقد سقت هذه البكرة وراءه رحمه الله مدة سنتين، وبعد انتقاله عن الجامعة قدتها أربع سنوات كاملة، وأما حياة الجامعة الجديدة التي زعمتها الصحفية في المدة التي بدأ فيها إضعاف الجامعة في مجال اختصاصها فهي في الحقيقة فترة شيخوخة وهرم وهي مما يُعزَّى عليه، وقد عايشت هذه الجامعة وأدركت في شبابي شبابها وقوتها، ثم أدركت في شيخوختي هرمها وضعفها، ولله الأمر من قبل ومن بعد، وإنه ليحزنني ويؤلمني كثيراً أن أرى جامعة أُسست على التقوى من أول يوم وتولى غراسها الشيخان الجليلان محمد بن إبراهيم وعبد العزيز بن باز رحمهما الله يؤول أمرها بعد نصف قرن على إنشائها إلى أن تكون في مهب الريح؛ فتعصف بها الأعاصير وتكون محل إعجاب المستغربين والتغريبيين والصحفيين بل وحتى الصحفيات اللاتي لا وجود لهن قبل عدة سنوات.
وأسأل الله عز وجل أن يوفق كل من له سلطة على الجامعة وعلى رأس الجميع خادم الحرمين حفظه الله للعمل على إبقائها قوية منيعة سالمة من الضعف والإضعاف.
ومن المناسب في هذه المناسبة أن أذكر شيئاً من الأعمال التي حصلت في الجامعة في فترة من فترات موتها المزعوم، وهي مدة ست سنوات كنت مسئولاً فيها في الجامعة مع الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وبعده:
1): افتُتح قسم الدراسات العليا في الجامعة لمنح درجتي الماجستير والدكتوراه.
2): افتُتحت كليات القرآن الكريم والحديث الشريف واللغة العربية.
3): أُنشئت مطابع الجامعة.
4): طُبع في كل سنة من السنوات الست دليل للجامعة يحتوي على ذكر المعلومات المختلفة عن مناهجها ومدرسيها وطلابها وخرِّيجيها وأنشطتها وغير ذلك.
5): أُلقي في قاعة المحاضرات تسعون محاضرة تخدم رسالة الجامعة بواقع خمس عشرة محاضرة في كل سنة، طُبعت في ستة أجزاء.
6): طُبع كتاب: ((خرِّيجو الجامعة من عام 1384هـ إلى عام 1396)).
7): أُعد مخطط علمي (أكاديمي) للجامعة ينتهي فيه عدد طلابها إلى عشرين ألف طالب قام بإعداده مؤسسة وأُنفق عليه مليونان ونصف مليون ريال.
8): عُقد المؤتمر العالمي لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة في 24 ــ 29 صفر 1397هـ حضره أعداد كبيرة ينتمون إلى سبعين دولة، واستُصدرت الموافقة السامية على عقد المؤتمر الثاني لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة، ومؤتمر مكافحة المخدرات والمسكرات وتمَّ عقدهما فيما بعد.
9): طُبع عن طريق مركز الدعوة في الجامعة الذي أُطلق عليه فيما بعد عمادة خدمة المجتمع رسائل كثيرة للدعوة في داخل البلاد وخارجها، وطبعت الجامعة في المغرب عن طريق الملحق الديني الأستاذ محمد بن عبد السلام رحمه الله أربع رسائل طبع من كلٍّ منها خمسون ألف نسخة تم توزيعها في المغرب والجزائر، وذلك إثر فَقْد كمية من كتاب: ((شرح العقيدة الواسطية)) للهراس مرسلة إلى الدكتور محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله، فطبعت الجامعة هذه الكمية من هذا الكتاب وغيره في المغرب.
10): اُنتدب بعض المدرسين في الجامعة إلى بعض الجهات التي توجد فيها المخطوطات خارج المملكة لتصويرها وإيداعها في قسم المخطوطات التابع للمكتبة المركزية في الجامعة، وأُحضر منها أعداد كبيرة استفاد منها الطلاب والباحثون، ومما هو جدير بالذكر أنه يوجد في المكتبة المحمودية في المدينة نسخة خطية مسندة لكتاب: ((المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية)) لابن حجر رحمه الله أرادت الجامعة تصويرها فلم يمكن ذلك لتكسر أوراقها من البلى، وعند ذهاب بعض المدرسين لتصوير المخطوطات في الهند وجدوا نسخة منقولة من هذه النسخة في عام 1351هـ محفوظة في المكتبة العمرية بجامعة دار السلام بعمر آباد مدراس، فأحضروا صورة عنها إلى قسم المخطوطات في الجامعة.
وقدوتي فيما ذكرته ــ هنا بمناسبة الحياة والممات للجامعة في حوار الصحفية ــ رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال للأنصار في غزوة حنين: ((يا معشر الأنصار! ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي؟! وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟! وكنتم عالة فأغناكم الله بي؟!)) من حديث رواه البخاري (4330) ومسلم (2446) وذكر الحافظ ابن حجرفي الفتح (8/52) من فوائد هذا الحديث ((إقامة الحجة على الخصم وإفحامه بالحق عند الحاجة إليه))، وقال ابن دقيق العيد في شرح هذا الحديث في كتابه إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (3/309): ((وفي الحديث دليل على إقامة الحجة عند الحاجة إليها على الخصم)).
وقد أوصيتُ في عام 1418هـ، أن تكون مكتبتي الخاصة ضمن محتويات المكتبة المركزية بالجامعة وتجعل في موضع خاص بها.
وإن مما يؤسف له أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قد أصيبت بمثل ما أصيبت به الجامعة الإسلامية، وهي جامعة عريقة في هذه البلاد تخرّج أول فوج منها عام 1376هـ، ومنهم الشيخ عبد الله الغديان رحمه الله، والغالبية العظمى من القضاة والمشتغلين بالعلم في هذه البلاد هم من خريجي هذه الجامعة.
وكل راع مسئول عما استرعاه الله عليه، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته)) الحديث رواه البخاري (893) ومسلم (4742).
وأسأل الله عز وجل أن يوفق كل مسئول في هذه البلاد ــ عظمت مسؤوليته أو صغرت ــ وعلى رأس الجميع خادم الحرمين الملك عبد الله حفظه الله للقيام بمسئوليته على الوجه الذي يرضي الله عز وجل وينفع عباده وتبرأ به الذمة إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


20/6/1431هـ،
عبد المحسن بن حمد العباد البدر

الأحد، 6 يونيو 2010

أمثلة تطبيقة لتخريج الأحاديث النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم

تخريج الحديث عن طريق معرفة الراوي الأعلى
(عن طريق كتاب" تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف")
سند الحديث ومتنه
عن محمد بن حاتم، عن بهز بن أسد، عن حمّاد بن سلمة، عن أنس بن سيرين الأنصاري مولى أنس، عن أنس بن مالك t أنّ رسول الله e قنت شهرًا، بعد الرّكوع في صلاة الفجر يدعو على بني عُصَيّة.
التخريج:
الخطوة الأولي: تحديد الراوي الأعلى (صحابي الحديث) وهو -هنا- أنس بن مالك t.
الخطوة الثانية: تحديد الراوي عن أنس بن مالك - لكونه من المكثرين- وهو في هذا الحديث أنس بن سيرين.
فإذا نظرنا "تحفة الأشراف" وجدنا مسند أنس بن مالك في "التحفة" في المجلد (1/80 رقم20)، ووجدنا رواية أنس بن سيرين عنه لهذا الحديث في (1/96-97 رقم235)، حيث يقول المزي:
(( م د حديث: أنّ النّبيّ e قنت بعد الرّكوع شهرًا يدعو على بني عُصيّة.
م في الصلاة (107: 9) عن محمد بن حاتم عن بهز بن أسد عن حماد بن سلمة عنه به.
د فيه (الصلاة 346: 6) عن أبي الوليد هشام بن عبدالملك الطّيالسيّ عن حماد بن سلمة به، ولفظه: " قنت شهرا ثمّ تركه")).
شرح رموز المزّي:
قوله: "م في الصلاة " يعني: أخرج الحديث الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الصّلاة.
وقوله: "عنه به" يعني: عن أنس بن سيرين بهذا الإسناد أي: عن أنس بن مالك.
وقوله: "د فيه" يعني: وأخرجه الإمام أبو داود في سننه في كتاب الصلاة.
وقوله: "به" أي بهذا الإسناد.
وقوله: "(107: 9)، و(الصلاة 346: 6)" من شرح وإضافات المحقق عبدالصمد شرف الدين، ولذا جعله بين القوسين؛ ليميزه من كلام المزي.
وعند الرجوع إلى صحيح مسلم وسنن أبي داود نجد الحديث:
في صحيح مسلم في (كتاب الصلاة، كتاب المساجد ومواضع الصّلاة، باب منه 5/184 رقم1546 ).
وفي سنن أبي داود في (كتاب الصلاة، تفريع أبواب الوتر، باب القنوت في الصلاة 4/225 رقم1442 ).
تخريج الحديث عن طريق معرفة كلمة من الحديث
(عن طريق كتاب "المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي")
متن الحديث: " أن رسول الله e قنت شهرًا، بعد الركوع في صلاة الفجر يدعو على بني عُصية".
التخريج:
إذا أردنا أن نخرج هذا الحديث عن طريق كتاب "المعجم المفهرس"، فنختار بعض الكلمات المتميزة وذات مدلول معنوي، فنحدد هنا من ألفاظ الحديث:
كلمة "قنت".
وعند البحث عن هذه الكلمة في كتاب "المعجم المفهرس" (5/472 "قنت").
نجد عدة أحاديث مشتملة على كلمة "قنت" فنختار منها حديث الموضوع وهو في الكتاب (5/472) بلفظ: "أن رسول الله قنت شهرا بعد الركوع في صلاة الفجر، الغداة". ورُمز بـ:
خ وتر 7، اعتصام 16، م مساجد 299، 300، ن تطبيق 26، جه إقامة 120، دي صلاة 216، حم 2/396، 3/167، 184، 232، 249.
شرح الرموز:
قوله "خ وتر 7" يعني: أخرج الحديث الإمام البخاري في كتاب الوتر، الباب السابع. بأسانيد أخرى وألفاظ مختلفة ومتقاربة.
وقوله: "اعتصام 16" يعني: وأخرجه البخاري أيضًا في كتاب الاعتصام، الباب السادس عشر. ولكن بإسناد آخر.
وقوله " م مساجد 299، 300" يعني: وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب المساجد، ورقم الحديث في ذلك الكتاب (299 ،300). والحديث الثاني هو الذي يتعلق بموضوع البحث.
وقوله: "ن تطبيق 26" يعني: أخرجه النسائي في المجتبى في كتاب التطبيق، الباب السادس والعشرون. بأسانيد أخرى وألفاظ مختلفة و متقاربة.
وقوله " جه إقامة 120" يعني: وأخرجه ابن ماجه في سننه في كتاب إقامة الصلاة، الباب العشرون بعد المئة. بأسانيد أخرى وألفاظ مختلفة ومتقاربة.
وقوله "دي صلاة 216" يعني: وأخرجه الدارمي في سننه في كتاب الصلاة، الباب السادس عشر بعد المائتين.
وقوله " حم 2/396، 3/167، 184، 232، 249" يعني: أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده في عدة مواضع: في المجلد الثاني ص 396، والمجلد الثالث ص 167، 184، 232، 249.

وعند الرجوع إلى هذه المصادر التي ذكروها نجد الحديث:
في صحيح البخاري في (كتاب الوتر، باب القنوت قبل الركوع وبعده 2/630-631 رقم1001-1004).
وفيه: أيضا في (كتاب الاعتصام ، باب: ما ذَكَرَ النّبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم... 13/373 رقم7341).
وفي صحيح مسلم (كتاب الصلاة، كتاب المساجد ومواضع الصّلاة، باب منه 5/184 رقم1545-1546).
وفي سنن النسائي في (كتاب الافتتاح، باب القنوت بعد الركوع، وباب: القنوت في صلاة الصبح 2/131 رقم 1071-1072).
وفي سنن ابن ماجه في (كتاب إقامة الصلاة ، باب: ما جاء في القنوت قبل الركوع وبعده (2/52 رقم1182-1184).
وفي سنن الدارمي في (كتاب الصلاة، باب القنوت بعد الركوع ص/463 رقم1606).
وفي مسند الإمام أحمد في (2/396، 3/167، 184، 232، 249) كما ذكروه، وذلك من الطبعة الميمنية (في 6 مجلدات).
تخريج الحديث عن طريق أول لفظة من متن الحديث:
(عن طريق كتاب "جمع الجوامع" للسيوطي)
متن الحديث: "آيةُ الإيمانِ حبُّ الأنصار وآية النفاق بُغْضُ الأنصار".
التخريج:
إذا أردنا أن نخرّج هذا الحديث عن طريق كتاب "جمع الجوامع" للسيوطي -لكونه مرتبا على أول لفظة في الحديث-، فننظر هل الحديث قولي أو فعلي، وعندما عرفنا أنه قولي رجعنا إلى القسم الأول من الكتاب وهو ما يخص بالأحاديث القولية مرتبة على حروف المعجم على أول الكلمة فما بعده، فوجدناه في (1/59 رقم57)، حيث يذكر السيوطي الحديث: "آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار" ويقول: حم خ م ن عن أنس.
شرح الرموز:
قوله "حم" يعني: أخرج الحديث الإمام أحمد في مسنده.
وقوله "خ" يعني: وأخرجه الإمام البخاري في صحيحه.
وقوله: "م " يعني: وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
وقوله: "ن" يعني: وأخرجه الإمام النسائي في المجتبى.
وقوله: "عن أنس" يعني: كلهم أخرجوه من حديث أنس بن مالك t. (من طريق شعبة، عن عبدالله بن عبدالله بن جبر، عن أنس بن مالك t، عن النبي e).

وعند الرجوع إلى المصادر التي ذكرها السيوطي نجد الحديث:
في مسند الإمام أحمد (3/130).
وفي صحيح البخاري في (كتاب الإيمان، باب: علامة الإيمان حب الأنصار 1/86 رقم17).
وفي صحيح مسلم في (كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنهم من الإيمان وعلاماته وبغضهم من علامات النفاق 1/251 رقم232-233).
وفي سنن النسائي في (كتاب الإيمان وشرائعه، باب علامة الإيمان 5/288 رقم5022).
ثبت المصادر والمراجع
1. تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف: للحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف بن الزكي المزي (ت742ﻫ)، تحقيق: عبدالصمد شرف الدين، نشر: الدار القيمة- الهند، والمكتب الإسلامي- بيروت، ط2 (1403ﻫ-1983م).
2. الجامع الصحيح (مع فتح الباري): لأبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري (ت256ﻫ)، عناية: الشيخ عبدالعزيز بن باز وعلي بن عبدالعزيز الشبل، نشر: دار السلام- الرياض، ط1 (1421ﻫ-2000م).
3. سنن ابن ماجة (بشرح السندي): لأبي عبدالله محمد بن يزيد القزويني المعروف بابن ماجه (ت273ﻫ)، تحقيق: خليل مأمون شيحا، نشر: دار المعرفة- بيروت،ط3 (1420ﻫ-2000م).
4. سنن أبي داود السجستاني (مع عون المعبود):
لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت275ﻫ)، نشر: دار الكتب العلمية- بيروت، ط2 (1423ﻫ- 2002م).
5. سنن الترمذي (مع تحفة الأحوذي): لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي (ت 279ﻫ)، عناية: علي محمد معوض، وعادل أحمد عبدالموجود، نشر: دار إحياء التراث العربي، ومؤسسة التاريخ العربي – بيروت، ط3 (1422ﻫ-2001م).
6. سنن الدارمي: لعبدالله بن عبدالرحمن بن الفضل بن بهرام الدارمي (ت255ﻫ)، تحقيق: د.محمود أحمد عبدالمحسن، نشر: دار المعرفة- بيروت، ط1 (1421ﻫ-2000م).
7. سنن النسائي الصغرى (المجتبى، مع التعليقات السلفية): لأبي عبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت303ﻫ)، تحقيق: أبي الإشبال أحمد شاغف، وأحمد مجتبى السلفي، نشر: المكتبة السلفية- باكستان، ط1 (1422ﻫ-2002م).
8. صحيح مسلم ( مع المنهاج): لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري (ت261ﻫ)، تحقيق: خليل مأمون شيحا، نشر: دار المعرفة – بيروت، ط 9 (1423ﻫ-2003م).
9. مسند الإمام أحمد:
الطبعة الميمنية في ست مجلدات.
10. معجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي:
لجماعة من المستشرقين، نشر: مكتبة بريل في مدينة ليدن، (1936م).

الأربعاء، 2 يونيو 2010


أصحاب الموطأ (الذين ذكرهم الدارقطني في "علله")
1- مَعنٌ بن عيسى
2- القَعَنبِيُّ
3- الشّافِعِيُّ
4- يَحيَى بن بُكَيرٍ
5- القاسِمُ
6- عبد الرحمن بن القاسِمِ
7- عبد الله بن وهبٍ
8- كامل بن طلحة
9- إسحاق الطباع
10- خالد بن مخلد
11- محمد بن الحسن الشيباني
12- أيوب بن صالح
13- عَبد المَلِكِ الماجِشُونُ
14- قُتَيبَةُ
15- يَحيَى القَطّانُ
16- أَبُو مُصعَبٍ
17- عبدالله بن المُبارَكِ
18- يَحيَى بن يَحيَى
19- بِشرُ بن عمر

The meaning of belief in Allaah

Praise be to Allaah.  
Faith in Allaah means believing firmly in His existence, Lordship and Divinity, and in His names and attributes. 
Faith in Allaah implies four things, whoever believes in them is a true believer. 
1 – Belief in the existence of Allaah. 
The existence of Allaah is something indicated by reason and by man's innate nature, let alone the large amount of shar’i evidence to that effect. 
(i)                The evidence of man’s innate nature that Allaah exists: every man has been created with an innate belief in his Creator without having to first think about it or be taught, and no one deviates from this innate nature except the one who has been exposed to misguiding influences. Hence the Prophet (peace and blessings of Allaah be upon him) said: “There is no child who is not born in a state of fitrah (the natural inclination of man), but his parents make him a Jew, a Christian or a Magian.” Narrated by al-Bukhaari, 1358; Muslim, 2658. 
(ii)              The evidence of reason that Allaah exists: all these created things, past, present and future, must have a Creator Who brought them into existence, because it is not possible for them to have created themselves or to have come into existence by accident.
It is impossible for them to have come into existence by themselves because a thing cannot create itself: before it existed it was non-existent, so how could it be a creator?! And it is impossible for them to have come into existence by accident, because everything that happens must have a cause. Moreover, this creation is done in a wondrous and precise manner, and every created being is in harmony with the rest of creation, and there is a strong connection between cause and effect. All of this makes it impossible that this universe could have come into being accidentally, because what happens accidentally does not happen in a precise and perfect manner, so how could it remain so precisely balanced?  
If it is not possible for these things to have created themselves or to have come into existence by accident, then there must be One Who brought them into existence, namely Allaah the Lord of the Worlds. 
Allaah has mentioned this rational evidence and definitive proof in Soorat al-Toor, where He says (interpretation of the meaning): 
“Were they created by nothing? Or were they themselves the creators?”
[al-Toor 52:35] 
They were not created without a Creator, and they did not create themselves, so their Creator must be Allaah, may He be blessed and exalted. Hence when Jubayr ibn Mut’im heard the Messenger of Allaah (S) reciting Soorat al-Toor, and he reached these verses (interpretation of the meaning): 
“Were they created by nothing? Or were they themselves the creators?
 Or did they create the heavens and the earth? Nay, but they have no firm Belief.
Or are with them the treasures of your Lord? Or are they the tyrants with the authority to do as they like?”
[al-Toor 52:35-37] 
Jabeer was a mushrik at that time, and said: “My heart almost soared, and that was the first moment that faith entered my heart.” Narrated by al-Bukhaari in several places. 
We will give you an example that will help to explain that:  
If a person were to tell you of a beautiful palace, surrounded by gardens among which rivers flowed, filled with furniture and couches, decorated with all kinds of luxuries and adornments, and told you that this palace and all that it contains created itself, or came into existence like that by accident without anyone building it, you would hasten to deny that and regard it as a lie, and you would regard this as foolish speech. So after that can it be possible that this wondrous, vast and well balanced universe with its earth, heavens and stars, could have created itself or come into being by accident with no Creator?! 
This rational evidence was understood by a Bedouin who lived in the desert and who expressed it most eloquently, when he was asked, “How do you know your Lord?” He said: “If you see the camel dung you know that a camel has passed this way, and if you see a footstep you know that a person has passed this way, so the heaven with its starts and the earth with its mountain passes and the oceans with their high waves all point to the existence of the All-Hearing, All-Seeing.” 
2 – Belief in the Lordship of Allaah. 
i.e., belief that He alone is the Lord, with no partner or helper. 
The Lord (Rabb) is the One Who has the power of  creation, dominion and control. There is no Creator except Allaah, no Sovereign except Allaah, no controller of affairs except Allaah. Allaah says (interpretation of the meaning): 
“Surely, His is the creation and commandment”
[al-A’raaf 7:54] 
“Say (O Muhammad): ‘Who provides for you from the sky and the earth? Or who owns hearing and sight? And who brings out the living from the dead and brings out the dead from the living? And who disposes the affairs?’ They will say: ‘Allaah.’ Say: ‘Will you not then be afraid of Allaah’s punishment (for setting up rivals in worship with Allaah)?’”
[Yoonus 10:31] 
“He manages and regulates (every) affair from the heavens to the earth; then it (affair) will go up to Him”
[al-Sajdah 32:5] 
“Such is Allaah, your Lord; His is the kingdom. And those, whom you invoke or call upon instead of Him, own not even a Qitmeer (the thin membrane over the date stone)”
[Faatir 35:13] 
Think about what Allaah says in Soorat al-Faatihah (interpretation of the meaning): 
“The Only Owner (and the Only Ruling Judge) of the Day of Recompense (i.e. the Day of Resurrection) [Maaliki Yaawm il-deen]”
[al-Faatihah 1:4] 
And there is an alternative reading, Maliki yawm il-deen. If we  combine the two readings we will see a wondrous meaning, for the Malik (King) has more power and authority than the Maalik (Owner), but a king may sometimes be a king in name only, with no control over affairs, in which case he is a king but not an owner. But as Allaah is both Malik and Maalik, then this is confirmation both of His Sovereignty and His control over all affairs. 
3 – Belief in His Divinity 
i.e., that He is the One True God, with no partner or associate. 
Al-Ilaah (God) means the One Who is loved, i.e., the One Who is worshipped out of love and veneration. This is what is meant by Laa ilaaha ill-Allaah (there is no god but Allaah), i.e., there is none who is rightfully worshipped except Allaah. Allaah says (interpretation of the meaning): 
“And your Ilaah (God) is One Ilaah (God — Allaah), Laa Ilaaha illa Huwa (there is none who has the right to be worshipped but He), the Most Gracious, the Most Merciful”
[al-Baqarah 2:163] 
“Allaah bears witness that Laa ilaaha illa Huwa (none has the right to be worshipped but He), and the angels, and those having knowledge (also give this witness); (He always) maintains His creation in justice. Laa ilaaha illa Huwa (none has the right to be worshipped but He), the All‑Mighty, the All-Wise”
[Aal ‘Imraan 3:18] 
Everything that is taken as a god alongside Allaah and worshipped instead of Him, its divinity is false. Allaah says (interpretation of the meaning): 
“That is because Allaah He is the Truth (the only True God of all that exists, Who has no partners or rivals with Him), and what they (the polytheists) invoke besides Him, it is Baatil (falsehood). And verily, Allaah He is the Most High, the Most Great”
[al-Hajj 22:62] 
Calling them gods does not give them the rights of divinity. Allaah says (interpretation of the meaning): 
“They are but names which you have named you and your fathers for which Allaah has sent down no authority”
[al-Najm 53:23] 
Allaah tells us that Yoosuf (peace be upon him) said to the prison guard (interpretation of the meaning): 
“Are many different lords (gods) better or Allaah, the One, the Irresistible?
You do not worship besides Him but only names which you have named (forged) — you and your fathers — for which Allaah has sent down no authority”
[Yoosuf 12:39-40] 
No one deserves to be worshipped or singled out for worship except Allaah, and no one has any share in this right with Him, no angel who is close to Him nor any Prophet who was sent. Hence the call of all the Messengers, from the first to the last of them, was the call to say Laa ilaaha ill-Allaah. Allaah says (interpretation of the meaning): 
“And We did not send any Messenger before you (O Muhammad) but We revealed to him (saying): Laa ilaaha illa Ana [none has the right to be worshipped but I (Allaah)], so worship Me (Alone and none else)”
[al-Anbiya’ 21:35] 
“And verily, We have sent among every Ummah (community, nation) a Messenger (proclaiming): “Worship Allaah (Alone), and avoid (or keep away from) Taaghoot (all false deities, i.e. do not worship Taaghoot besides Allaah)”
[al-Nahl 16:36] 
But the mushrikeen rejected that and took other gods instead of Allaah, which they worshipped alongside Allaah, seeking their support and help. 
4 – Belief in His Names and Attributes. 
i.e., affirming the names and attributes which Allaah has affirmed for Himself in His Book and in the Sunnah of His Messenger (peace and blessings of Allaah be upon him) in a manner that befits Him, without distorting or denying the meanings, or asking how, or likening Him to His creation. Allaah says (interpretation of the meaning): 
“And (all) the Most Beautiful Names belong to Allaah, so call on Him by them, and leave the company of those who belie or deny (or utter impious speech against) His Names. They will be requited for what they used to do”
[al-A’raaf 7:180] 
This verse indicates that the Most Beautiful names belong to Allaah.
And Allaah says (interpretation of the meaning): 
“His is the highest description (i.e. none has the right to be worshipped but He, and there is nothing comparable unto Him) in the heavens and in the earth. And He is the All‑Mighty, the All‑Wise”
[al-Room 30:27] 
This verse indicates that the attributes of perfection belong to Allaah, because “the highest description” is the attribute of perfection. These two verses prove that the most beautiful Names and the most sublime attributes belong to Allaah in general terms. With regard to the details of that, there is a great deal of information in the Qur’aan and Sunnah. 
This field of knowledge, i.e., the names and attributes of Allaah, is one of the fields in which there has been a great deal of dispute and division among the ummah, and the ummah has split into various factions regarding the names and attributes of Allaah.  
Our attitude towards these differences is that enjoined by Allaah when He said (interpretation of the meaning): 
“(And) if you differ in anything amongst yourselves, refer it to Allaah and His Messenger, if you believe in Allaah and in the Last Day”
[al-Nisa’ 4:59] 
We refer this dispute to the Book of Allaah and the Sunnah of His Messenger (peace and blessings of Allaah be upon him), seeking guidance therein from the way in which the righteous salaf, the Sahaabah and Taabi’een, understood these verses and ahaadeeth, for they are the most knowledgeable of this ummah as to what Allaah and His Messenger meant. ‘Abd-Allaah ibn Mas’ood spoke the truth when he described the companions of the Prophet (peace and blessings of Allaah be upon him) by saying: “Whoever wants to follow a path, let him follow the path of one who has died, for there is no guarantee that the one who is still alive will not be tempted. Those are the companions of Muhammad (peace and blessings of Allaah be upon him), the most pure in heart  of this ummah and the most deep in knowledge, the least sophisticated and complicated, people whom Allaah chose to establish His religion and accompany His Prophet. So acknowledge their rights and adhere to their guidance, for they are following true guidance.”
Everyone who deviates from the path of the salaf in this matter is erring and going astray, and is following a path other than that of the believers, so he deserves the warning issued in the verse where Allaah says (interpretation of the meaning): 
“And whoever contradicts and opposes the Messenger (Muhammad) after the right path has been shown clearly to him, and follows other than the believers’ way, We shall keep him in the path he has chosen, and burn him in Hell — what an evil destination!”
[al-Nisa’ 4:115] 
Allaah has stipulated that in order to be correctly guided, we must believe what the companions of the Prophet (peace and blessings of Allaah be upon him) believed, as He says (interpretation of the meaning): 
“So if they believe in the like of that which you believe then they are rightly guided”
[al-Baqarah 2:137] 
Everyone who deviates and wanders far from the path of the salaf is lacking in guidance to the extent that he strays from the path of the salaf. 
Based on this, then what we must do in this case is to affirm what Allaah has affirmed for Himself or what His Messenger (peace and blessings of Allaah be upon him) has affirmed of the divine names and attributes; we should take the texts of the Qur’aan and Sunnah at face value, and believe in them as the companions of the Prophet (peace and blessings of Allaah be upon him) did, as they are the best and most knowledgeable of this ummah (may Allaah be pleased with them). 
But it should be noted that there are four things to be avoided, whoever falls into one of them has not attained true belief in the names and attributes of Allaah as he is obliged to do. Belief in the names and attributes of Allaah is not correct unless one avoids these four things, which are: tahreef (distortion), ta’teel (denial), tamtheel (likening Allaah to His creation) and takyeef (asking or discussing how).  
Hence we say that what is meant by belief in the names and attributes of Allaah is “affirming the names and attributes which Allaah has affirmed for Himself in His Book and in the Sunnah of His Messenger (peace and blessings of Allaah be upon him) in a manner that befits Him, without distorting or denying the meanings, or asking how, or likening Him to His creation.” 
There follows a brief explanation of these four things that are to be avoided: 
(i)                Tahreef (distorting) 
What is meant is changing the meaning of the texts of the Qur’aan and Sunnah from their true meaning, which means affirming that the most beautiful names and sublime attributes belong to Allaah, to another meaning which was not intended by Allaah or His Messenger (peace and blessings of Allaah be upon him). 
For example: 
They distort the meaning of the Hand of Allaah which is mentioned in many texts and say that it refers to His blessing or power. 
(ii)              Ta’teel (denying) 
What is meant is denying the beautiful names and sublime attributes and saying that Allaah does not possess them or some of them. 
Everyone who denies one of the names or attributes of Allaah that are proven in the Qur’aan or Sunnah does not truly believe in the names and attributes of Allaah.
(iii)            Tamtheel (likening Allaah to His creation) 
This means likening the attribute of Allaah to the attribute of a human being, such as saying that Allaah’s Hand is like a man’s hand, or that Allaah hears as a man hears, or that Allaah rose over the Throne like a man sitting on a chair… and so on. Undoubtedly likening the attributes of Allaah to the attributes of His creation is wrong and false. Allaah says (interpretation of the meaning): 
“There is nothing like Him, and He is the All‑Hearer, the All‑Seer”
[al-Shoora 42:11] 
(iv)              Takyeef (discussing how) 
This means discussing how the attributes of Allaah are, whereby a person tries to imagine or put into words how the attributes of Allaah are. 
This is definitely invalid, and man cannot know this. Allaah says (interpretation of the meaning): 
“but they will never compass anything of His Knowledge”
[Ta-Ha 20:110] 
Whoever attains these four things believes truly in Allaah. 
We ask Allaah to make us steadfast in faith and cause us to die therein. 
And Allaah knows best. 
See Risaalat Sharh Usool al-Eemaan by Shaykh Ibn ‘Uthaymeen.
Islam Q&A
http://www.islam-qa.com/en/cat/12

السبت، 29 مايو 2010

التحذير من الدعوة لـ [ وحدة الأديان ] ! والدخول في مؤتمراتها وندواتها ، والانتماء إلى محافلها


التحذير من الدعوة لـ [ وحدة الأديان ] ! والدخول في مؤتمراتها وندواتها ، والانتماء إلى محافلها !
المحرر : عبد الله بن زيد الخالدي - التاريخ : 2010-04-24 06:16:24 - مشاهدة ( 1680 )
اللجنة الدائمة :  الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد : فإن [ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ] استعرضت ما ورد إليها من تساؤلات ، وما ينشر في وسائل الإعلام من آراء ومقالات بشأن الدعوة إلى [ وحدة الأديان ] : دين الإسلام ، ودين اليهود ، ودين النصارى ، وما تفرع عن ذلك من دعوة إلى بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد ، في رحاب الجامعات والمطارات والساحات العامة ، ودعوة إلى طباعة القرآن الكريم والتوراة والإنجيل في غلاف واحد إلى غير ذلك من آثار هذه الدعوة ، وما يعقد لها من مؤتمرات وندوات وجمعيات في الشرق والغرب ، وبعد التأمل والدراسة فإن [ اللجنة ] تقرر ما يلي :

أولاً : أن من أصول الاعتقاد في الإسلام ، المعلومة من الدين بالضرورة ، والتي أجمع عليها المسلمون ، أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام ، وأنه خاتمة الأديان ، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع ، فلم يبق على وجه الأرض دين يتعبد الله به سوى الإسلام قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) . [ آل عمران : 85 ] .

والإسلام بعد بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان .

ثانيًا : ومن أصول الاعتقاد في الإسلام أن كتاب الله تعالى : [ القرآن الكريم ] هو آخر كتب الله نزولاً وعهدًا برب العالمين ، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها ، ومهيمن عليها ، فلم يبق كتاب منزل يتعبد الله به سوى : [ القرآن الكريم ] . قال الله تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ) . [ المائدة : 48 ] .

ثالثًا : يجب الإيمان بأن [ التوارة والإنجيل ] قد نسخا بالقرآن الكريم ، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان ؛ كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله الكريم منها قول الله تعالى : ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ) . [ المائدة : 13 ] .

وقوله - جل وعلا - : ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ) . [ البقرة : 79 ] .

وقوله سبحانه : ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) . [ آل عمران : 78 ] .

ولهذا فما كان منها صحيحًا ؛ فهو منسوخ بالإسلام ، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل .

وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - صحيفة فيها شيء من التوراة ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( أفي شك أنت يا ابن الخطاب !؟ ألم آت بها بيضاء نقية !؟ لو كان أخي موسى حيًا ما وسعه إلا اتباعي ) . [ رواه أحمد والدارمي وغيرهما ] .

رابعًا : ومن أصول الاعتقاد في الإسلام : أن نبينا ورسولنا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - هو خاتم الأنبياء والمرسلين ؛ كما قال الله تعالى : ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) . [ الأحزاب : 40 ] .

فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ولو كان أحد من أنبياء الله ورسله حيًا لما وسعه إلا اتباعه - صلى الله عليه وسلم - ، وأنه لا يسع أتباعهم إلا ذلك ؛ كما قال الله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) . [ آل عمران : 81 ] .

ونبي الله عيسى - عليه الصلاة والسلام - إذا نزل في آخر الزمان يكون تابعًا لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وحاكمًا بشريعته .

وقال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ) . [ الأعراف : 157 ] .

كما أن من أصول الاعتقاد في الإسلام : أن بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - عامة للناس أجمعين ، قال الله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) . [ سبأ : 28 ] .

وقال سبحانه : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ) . [ الأعراف : 158 ] .

وغيرها من الآيات .

خامسًا : ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم وتسميته كافرًا ، وأنه عدو لله ورسوله والمؤمنين ، وأنه من أهل النار ؛ كما قال تعالى : ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) . [ البينة : 1 ] .

وقال - جل وعلا - : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) . [ البينة : 6 ] .

وغيرها من الآيات .

وثبت في " صحيح مسلم " : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار ) .

ولهذا : فمن لم يكفر اليهود والنصارى فهو كافر ، طردًا لقاعدة الشريعة : ( من لم يكفر الكافر فهو كافر ) .

سادسا : وأمام هذه الأصول الاعتقادية والحقائق الشرعية ، فإن الدعوة إلى : [ وحدة الأديان ] والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد دعوة خبيثة ماكرة ، والغرض منها خلط الحق بالباطل ، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه ، وجر أهله إلى ردة شاملة ، ومصداق ذلك في قول الله سبحانه : ( وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ) . [ البقرة : 217 ] .

وقوله - جل وعلا - : ( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ) . [ النساء : 89 ] .

سابعًا : وإن من آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر ، والحق والباطل ، والمعروف والمنكر ، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين ، فلا ولاء ولا براء ، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله ، والله - جل وتقدس - يقول : ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) . [ التوبة : 29 ] .

ويقول - جل وعلا - : ( وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ) . [ التوبة : 36 ] .

ثامنًا : أن الدعوة إلى [ وحدة الأديان ] إن صدرت من مسلم ؛ فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام ، لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد ؛ فترضى بالكفر بالله - عز وجل - ، وتبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الكتب ، وتبطل نسخ الإسلام لجميع ما قبله من الشرائع والأديان ، وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعًا ، محرمة قطعًا بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع .

تاسعا : وتأسيسا على ما تقدم :

1)
فإنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربًا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيًا ورسولاً ، الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة ، والتشجيع عليها ، وتسليكها بين المسلمين ، فضلا عن الاستجابة لها ، والدخول في مؤتمراتها وندواتها ، والانتماء إلى محافلها .

2)
لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردين ، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد !! فمن فعله أو دعا إليه ؛ فهو في ضلال بعيد ، لما في ذلك من الجمع بين الحق [ القرآن الكريم ] والمحرف أو الحق المنسوخ [ التوراة والإنجيل ] .

3)
كما لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة : [ بناء مسجد وكنيسة ومعبد ] في مجمع واحد ، لما في ذلك من الاعتراف بدين يعبد الله به غير دين الإسلام ، وإنكار ظهوره على الدين كله ، ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة ؛ لأهل الأرض التدين بأي منها ، وأنها على قدم التساوي ، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان .

ولا شك أن إقرار ذلك أو اعتقاده أو الرضا به كفر وضلال ؛ لأنه مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين ، واعتراف بأن تحريفات اليهود والنصارى من عند الله - تعالى الله عن ذلك - ؛ كما أنه لا يجوز تسمية الكنائس [ بيوت الله ] ، وأن أهلها يعبدون الله فيها عبادة صحيحة مقبولة عند الله ، لأنها عبادة على غير دين الإسلام ، والله تعالى يقول : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) . [ آل عمران : 85 ] .

بل هي : بيوت يكفر فيها بالله . نعوذ بالله من الكفر وأهله .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في " مجموع الفتاوى " : (22/162) : ( ليست - أي : البيع والكنائس - بيوت الله ، وإنما بيوت الله المساجد ، بل هي بيوت يكفر فيها بالله ، وإن كان قد يذكر فيها ، فالبيوت بمنزلة أهلها وأهلها كفار ، فهي بيوت عبادة الكفار ) .

عاشرًا : ومما يجب أن يعلم : أن دعوة الكفار بعامة وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام واجبة على المسلمين بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة ، ولكن ذلك لا يكون إلا بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن ، وعدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام ، وذلك للوصول إلى قناعتهم بالإسلام ودخولهم فيه ، أو إقامة الحجة عليهم .

(
لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ) . [ الأنفال : 42 ] .

قال الله تعالى : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) . [ آل عمران : 64 ] .

أما مجادلتهم ، واللقاء معهم ، ومحاورتهم لأجل النزول عند رغباتهم ، وتحقيق أهدافهم ، ونقض عرى الإسلام ومعاقد الإيمان ؛ فهذا باطل يأباه الله ورسوله والمؤمنون - والله المستعان على ما يصفون - . قال تعالى : ( وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ ) . [ المائدة : 49 ] .

وإن [ اللجنة ] إذ تقرر ذلك وتبينه للناس ؛ فإنها توصي المسلمين بعامة وأهل العلم بخاصة بتقوى الله تعالى ومراقبته ، وحماية الإسلام ، وصيانة عقيدة المسلمين من الضلال ودعاته ، والكفر وأهله ، وتحذرهم من هذه الدعوة الكفرية الضالة : [ وحدة الأديان ] ، ومن الوقوع في حبائلها ، ونعيذ بالله كل مسلم أن يكون سببًا في جلب هذه الضلالة إلى بلاد المسلمين وترويجها بينهم .

نسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى : أن يعيذنا جميعًا من مضلات الفتن ، وأن يجعلنا هداة مهتدين ، حماة للإسلام على هدى ونور من ربنا حتى نلقاه وهو راض عنا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
رابط الموضوع: http://www.sahab.net/home/index.php?Site=News&Show=921.