استمع إلى تلاوة مباركة

Powered By Blogger

عدد الزوار

free counters

أهلا وسهلا ومرحبا بكم في صفحة أبناء السلفية

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين نبينا وقدوتنا محمد بن عبد الله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين، وبعد



فإن الجامعة السلفية ببنارس الهند من أهم وأكبر الجامعات السلفية في الهند، وقد تخرج فيها منذ إنشائهاعام 1383هـ-1963م إلى الآن عدد كبير،توجه معظمهم بعد التخرج إلى العمل في مجال التعليم والدعوة والإرشاد والإفتاء في شبه القارة الهندية وفي بعض دول الخليج، كما ولي بعضهم المناصب القيادية في الجهات الرسمية والأهلية، ووفق بعضهم للحصول على المنح الدراسية من إحدى جامعات المملكة العربية السعودية - حرسها الله وحفظها من كيد الكائدين ومكر الماكرين وأبقاها ذخرا لأهل السنة والأثر وللإسلام والمسلمين -، فواصلوا وما زالوا يواصلون مسيرتهم العلمية في المملكة في المراحل الجامعية، وفي الدراسات العليا في التخصصات الشرعية المختلفة، ولهم جهود مشكورة في خدمة الإسلام والمسلمين، نسأل الله أن يتقبل جهودهم ويوفقهم المزيد، و يثبتنا جميعاً بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل، إنه سميع مجيب.



ومن المجالات الحديثة لنشر الثقافة الإسلامية والعقائد السلفية وعلوم الكتاب والسنة بفهم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين، مجال الشبكة العنكبوتية التي احتلت الصدارة في العصر الحديث في وسائل الإعلام المختلفة، فكان لزاماً على المشتغلين في مجال الدعوة والتعليم التوجه إلى هذا الجانب والاستفادة منه في خدمة الدين الحنيف ونشر الخير في أرجاء البلاد.



فمن هنا جاءت فكرة إنشاء هذه المدونة الالكترونية لأبناء الجامعة السلفية، لتتواصل جهودهم الدعوية على نطاق أوسع وبارتباط بعضهم ببعض، حتى تؤتي ثمارها المرجوة بكل جدارة.



فإن هذه المدونة تفتح أبوابها وترحب بكل حفاوة كل من يريد إبلاغ رسالته الدعوية إلى الآخرين، فإنها طالما أنشئت لغرض الدعوة والتعليم تقبل المقالات الدعوية، والبحوث العلمية، وحصائل مطالعة الكتب، وفوائد لغوية، ونكت بلاغية، وطرف مستجادة وما إلى ذلك بما فيه نفع للإسلام والمسلمين بشرط أن لا يخرج ما ذكر من المواضيع من منهج السلف الصالح، ولا يقدح في عقيدتهم ولا تمس بكرامتها.



فإننا نرحب بكم جميعا مرة أخرى على صفحتكم صفحة أبناء السلفية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم ودمتم في رعاية الله.



وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

बिस्मिल्ला हिर्रह्मनिर रहीम
अबनाए सलफिया के ब्लॉग पर आप का स्वागत है. ये ब्लॉग उनकी गतिविधि तथा उनकी तालीमी सर्गर्मियों के बारे में एक दुसरे को औगत करने के लिए है. आप की इस ब्लॉग के बारे में किया राय है . उम्मीद है की आप को पसंद आया होगा. हमें आप की राय का इन्तिज़ार रहेगा. धन्यवाद .


بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 11 يوليو 2012

تحريم تمثيل الأنبياء والمرسلين والصحابة الغر الميامين للشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله


بسم الله الرحمن الرحيم
                                                                                                                                                                                                                                                                            
تحريم تمثيل الأنبياء والمرسلين والصحابة الغر الميامين
                                                                                                                                                                                                                                                                            
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد؛ فقد نشر في كثير من مواقع شبكة المعلومات (الانترنت) خبر عن إنتاج مسلسل (عمر الفاروق) رضي الله عنه، جاء فيه: ((أعلنت مجموعة (إم بي سي) والتلفزيون القطري عزمهما إنتاج مسلسل مشترك يتناول حياة عمر بن الخطاب، وأشار الشيخ وليد آل إبراهيم رئيس (إم بي سي) في مؤتمر صحافي إن المسلسل يتمتع بميزانية مفتوحة على أن يعرض خلال شهر رمضان المقبل، وسيقوم بكتابة نصوص المسلسل الكاتب المتخصص في الشؤون الإسلامية وليد سيف ويخرجه السوري حاتم علي ... وستشرف لجنة من العلماء على العمل لضمان احترامه للمعايير الشرعية، وتضم اللجنة الداعية المصري القطري يوسف القرضاوي والداعية السعودي سلمان العودة، من جانبه قال حاتم علي: أن العمل سيكون غير مسبوق من حيث ضخامة الإنتاج، وسيدبلج المسلسل إلى لغات العالم الإسلامي مثل الفارسية والتركية والأوردو وغيرها إضافة إلى لغات عالمية مثل الانجليزية والفرنسية والاسبانية والبرتغالية))، وتعليقاً على ذلك أقول:
1. إن التمثيل وافد على المسلمين، وهو مشتمل على الكذب ولا يخلو غالباً من الهزل والإتيان بما يضحك الناس، واللائق بالمسلم الابتعاد عما كان كذلك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ويل له)) رواه أحمد (20021) وأبو داود (4990) والترمذي (2315) بإسناد حسن.
2. وأسوأ التمثيل وأقبحه ما كان منه لرسل الله وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام وللصحابة الكرام الذين هم خير هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس رضي الله عنهم وأرضاهم لأن ذلك مناف لما يجب لهم من التعظيم والتوقير والاحترام، وقد أفتى كبار العلماء والمفتين بتحريم ذلك.
منهم هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في أوائل تأسيسها وذلك في قرار مجلس الهيئة رقم (13) وتاريخ 16/4/1393هـ وفيه: ((وبعد إطلاع الهيئة على خطاب المقام السامي وما أعدته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ذلك، وتداول الرأي فيه، قررت الهيئة بالإجماع ما يلي:
1. أن الله سبحانه وتعالى أثنى على الصحابة وبَيَّنَ منزلتهم العالية ومكانتهم الرفيعة، وفي إخراج حياة أي واحد منهم على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي منافاة لهذا الثناء الذي أثنى الله تعالى عليهم به وتنزيل لهم من المكانة العالية التي جعلها الله لهم وأكرمهم بها.
2. أن تمثيل أي واحد منهم سيكون موضعاً للسخرية والاستهزاء به، ويتولاه أناس غالباً ليس للصلاح والتقوى مكان في حياتهم العامة والأخلاق الإسلامية، مع ما يقصده أرباب المسارح من جعل ذلك وسيلة إلى الكسب المادي، وأنه مهما حصل من التحفظ فيشتمل على الكذب والغيبة، كما يضع تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم في أنفس الناس وضعاً مزرياً، فتتزعزع الثقة بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وتخف الهيبة التي في نفوس المسلمين من المشاهدين، وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم، والجدل والمناقشة في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويتضمن ضرورةً أن يقف أحد الممثلين موقف أبي جهل وأمثاله، ويجري على لسانه سب بلال وسب الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الإسلام، ولا شك أن هذا منكر، وكما يتخذ هدفاً لبلبلة أفكار المسلمين نحو عقيدتهم، وكتاب ربهم، وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم.
3. ما يقال من وجود مصلحة، وهي: إظهار مكارم الأخلاق، ومحاسن الآداب مع التحري للحقيقة وضبط السيرة وعدم الإخلال بشيء من ذلك بوجه من الوجوه رغبة في العبرة والاتعاظ فهذا مجرد فرض وتقدير، فإن من عرف حال الممثلين وما يهدفون إليه عرف أن هذا النوع من التمثيل يأباه واقع الممثلين، ورواد التمثيل، وما هو شأنهم في حياتهم وأعمالهم.
4. من القواعد المقررة في الشريعة: أن ما كان مفسدة محضة أو راجحة فإنه محرم، وتمثيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه، فمفسدته راجحة؛ فرعايةً للمصلحة، وسداً للذريعة، وحفاظاً على كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يجب منع ذلك)). انظر كامل قرار الهيئة في أبحاث هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية (3/328ـ330)، وانظر مجموع فتاوى ومقالات الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله (1/419ـ421)، وقد أعيد عرض الموضوع على مجلس الهيئة في دورته الثانية والعشرين واتخذ القرار رقم (107) وتاريخ 2/11/1403هـ بتأييد قراره السابق، انظر أبحاث هيئة كبار العلماء (3/331ـ332).
ومنهم المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في دورته الثالثة عشرة المنعقدة خلال المدة من 1 شعبان 1391هـ إلى 13 شعبان 1391هـ التي قرر فيها تحريم إخراج فيلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتحريم تمثيل الصحابة رضي الله عنهم وذلك في المادة السادسة من قراره المتخذ في هذه الدورة، وقد جاء فيه: ((يقرر المجلس التأسيسي بالإجماع: تحريم إخراج فيلم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما فيه من تمثيله صلى الله عليه وسلم بآلة التصوير الكاميرا مشيرة إليه وإلى موضعه وحركاته وسائر شؤونه بالتحديد، وتمثيل بعض الصحابة رضي الله عنهم في مواقف عديدة ومشاهد مختلفة وهو محرم بالإجماع)) انظر كامل القرار في مجموع فتاوى ومقالات الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله (1/417ـ419)، ثم قال شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عقب ذكر قراري الهيئة والرابطة: ((ولكل ما تقدم وما سوف يفضي إليه الإقدام على هذا الأمر من الاستهانة بالنبي صلى الله عليه وسلم وبأصحابه رضي الله عنهم وتعريض سيرته وأعماله وسيرة أصحابه وأعمالهم للتلاعب والامتهان من قبل الممثلين وتجار السينما يتصرفون فيها كيف شاءوا، ويبرزونها على الصفة التي تلائمهم بغية التكسب والاتجار من وراء ذلك، ولما في هذا العمل الخطير من تعريض النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم للاستهانة والسخرية، وجرح مشاعر المسلمين، فإني أكرر استنكاري بشدة لإخراج الفيلم المذكور، وأطلب من جميع المسلمين في كافة الأقطار استنكارهم لذلك، كما أرجو من جميع الحكومات والمسئولين بذل جهودهم لوقف إخراجه، وفي إبراز سيرته صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه رضي الله عنهم بالطرق التي درج عليها المسلمون من عهده صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ما يكفي ويشفي ويغني عن إخراج هذا الفيلم، وأسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين جميعا وحكوماتهم لكل ما فيه صلاح المسلمين في العاجل والآجل، ولكل ما فيه تعظيم نبيهم صلى الله عليه وسلم التعظيم الشرعي اللائق به وبأصحابه الكرام، والحذر من كل ما يفضي إلي التنقص لهم أو السخرية منهم أو يعرضهم لذلك، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه)).
ومنهم مجلس المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي؛ فقد أصدر بياناً في شهر محرم في عام 1432هـ ـ كما في موقع الرابطة ـ جاء فيه: ((فإن المجمـع الفقهـي الإسلامـي برابطة العالم الإسلامي في دورته العشرين المنعقـدة بمكـة المكرمـة ، في الفترة من 19ـ23 محرم 1432هـ التي يوافقها: 25ـ29 ديسمبر 2010م لاحظ استمرار بعض شركات الإنتاج السينمائي في إعداد أفلام ومسلسلات فيها تمثيل أشخاص الأنبياء والصحابة فأصدر البيان التالي: تأكيداً لقرار المجمع في دورته الثامنة المنعقدة عام 1405هـ الصادر في هذا الشأن، المتضمن تحريم تصوير النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الرسل والأنبياء عليهم السلام والصحابة رضي الله عنهم، ووجوب منع ذلك، ونظراً لاستمرار بعض شركات الإنتاج السينمائي في إخراج أفلام ومسلسلات تمثل أشخاص الأنبياء والصحابة، فإن المجمع يؤكد على قراره السابق في تحريم إنتاج هذه الأفلام والمسلسلات، وترويجها والدعاية لها واقتنائها ومشاهدتها والإسهام فيها وعرضها في القنوات، لأن ذلك قد يكون مدعاة إلى انتقاصهم والحط من قدرهم وكرامتهم، وذريعة إلى السخرية منهم، والاستهزاء بهم، ولا مبرر لمن يدعي أن في تلك المسلسلات التمثيلية والأفلام السينمائية التعرف عليهم وعلى سيرتهم؛ لأن كتاب الله قد كفى وشفى في ذلك قال تعالى : (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هـذا القرآن) يوسف(3)، وقال تعالى (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولـكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) يوسف (111)، ويذكر المجمع بقرار هيئة كبار العلماء، وفتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية، وفتوى مجمع البحوث الإسلامية في القاهرة، وغيرها من الهيئات والمجامع الإسلامية في أقطار العالم التي أجمعت على تحريم تمثيل أشخاص الأنبياء والرسل عليهم السلام مما لا يدع مجالاً للاجتهادات الفردية ...)).
ومنهم المنظمات الإسلامية العالمية المنعقدة في دورتها في مكة المكرمة في ذي الحجة سنة 1390هـ، فقد جاء في قرارها ما نصه: ((قرر المؤتمر استنكاره الشديد لمحاولة إخراج فيلم سينمائي يمثل فيه النبي صلى الله عليه وسلم بأية صورة من الصور أو كيفية من الكيفيات، كما يستنكر تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم، ويناشد المؤتمر كل الحكومات الإسلامية أن تقضي على هذه المحاولة في مهدها)) أبحاث هيئة كبار العلماء (3/296).
3ـ اتفق مجلس هيئة كبار العلماء والمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ومجلس المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي ومؤتمر المنظمات الإسلامية العالمية على تحريم تمثيل الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، والصحابة الكرام رضي الله عنهم، ومجلسا الرابطة يتألف أعضاؤهما من داخل المملكة وخارجها، ومجلس هيئة كبار العلماء في ذلك الوقت يتألف من ستة عشر عضواً ومن أبرزهم أربعة من العلماء الربانيين لهم مكانة عالية وبروز في العلم من رآهم أو سمع كلامهم تذكر علماء السلف، وترتيبهم على حسب الوفاة: الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (1393هـ)، والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد (1402هـ)، والشيخ      عبد الرزاق عفيفي (1415هـ) والشيخ عبد العزيز بن باز (1420هـ) رحمهم الله جميعاً، والأول والثالث والرابع من كبار شيوخي الذين درست عليهم في كلية الشريعة بالرياض، والأربعة شيوخ لكثيرين من طلبة العلم، ولاشك أن الأخذ بما جاء عن هذه المجالس الثلاثة ومؤتمر المنظمات الإسلامية العالمية أولى من الأخذ بما جاء عن بعض المتساهلين المتسرعين، وأيضاً فإن العاقل الذي لنفسه عنده قيمة لا يرضى لنفسه أن يُمثَّل، فعليه من باب أولى وأولى وأولى أن لا يرضى ذلك للأنبياء والصحابة.
4ـ أحد الطرفين المنتجين لـ(مسلسل عمر الفاروق) المزعوم: مجموعة إم بي سي ورئيسها وليد آل إبراهيم، وهو مسؤول عند الله عن إنتاج هذا المسلسل إن أُنتج وعن بثه وبث غيره مما لا يسوغ، وسبق أن كتبت كلمة بعنوان: ((رسالة نصح وإشفاق إلى الإعلاميين ومالكي القنوات والقائمين عليها من المسلمين حاكمين ومحكومين)) نشرت في 4/2/1430هـ، والمأمول منه المبادرة إلى تحصيل السلامة من هذا المسلسل وغيره من كل ما يعود عليه وعلى غيره بالضرر.
5ـ والطرف الآخر في إنتاج المسلسل المزعوم: التلفاز القطري، والمأمول من سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وفقه الله التوجيه بمنع ذلك للسلامة من تبعاته وآثاره السيئة.
وبهذه المناسبة أقول: قد أحسنت دولة قطر ممثلة في وزارة الأوقاف بطباعة كثير من الكتب العلمية الشرعية لاسيما الكتب الواسعة ذات المجلدات الكثيرة التي هي مراجع لطلبة العلم، وقد أحسن سمو أمير دولة قطر ببناء مسجد كبير أطلق عليه اسم الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومن تمام الإحسان ألا يتولى الإمامة والخطابة فيه حاضراً ومستقبلاً إلا من كان على منهج الشيخ الإمام رحمه الله من الالتزام بالكتاب والسنة واتباع ما كان عليه سلف الأمة والسلامة من البدع ومحدثات الأمور.
وأسرتا آل الشيخ وآل ثاني من بني تميم الذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن بقائهم إلى آخر الزمان؛ فقال عنهم: ((هم أشد أمتي على الدجال)) رواه البخاري (5243) ومسلم (6451).
وأسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين في كل مكان حاكمين ومحكومين للفقه في الدين والثبات على الحق، وأن يريهم الحق حقاً ويوفقهم لامتثاله ويريهم الباطل باطلاً ويوفقهم لاجتنابه، وأن يعمر قلوبهم بمحبة الأنبياء والمرسلين والصحابة المرضيين وتعظيمهم التعظيم اللائق بهم، وأن يسلم قلوبهم وألسنتهم من كل ما لا يليق بهم، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

عبد المحسن بن حمد العباد البدر

20/8/1433هـ.


الجمعة، 6 يوليو 2012

كاتبو صحيفة الجزيرة وكاتباتها يحاورون الرئيس الجديد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- للشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

 




كاتبو صحيفة الجزيرة وكاتباتها يحاورون الرئيس الجديد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر




الحمد لله الذي أرسل رسوله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق والهدى رحمة للعالمين وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس لأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر وإيمانها بالله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.


أما بعد؛ فقد اطلعت على ما نشرته صحيفة الجزيرة في أعدادها بتاريخ 19 و20 و22 و24/6/1433هـ الموافق 9 و10 و12 و14/6/2012م حول حوار حصل من كاتبي وكاتبات صحيفة الجزيرة مع رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحت قبة صحيفة الجزيرة، وقد اشتمل الحوار على إشادة المحاورين بالرئيس وأعضاء الهيئة في عهده وأن الحال في العهد الجديد تختلف عما كانت عليه من قبل، وهذه نماذج مما دار في الحوار:


قال أحد الحضور من الكتاب: بداية أشيد بخطوات معاليكم منع المتعاونين من العمل في الهيئة والذين أراهم من وجهة نظري سبباً مباشرا في الفوضى التي كانت الهيئة تعاني منها في الماضي وأتمنى أن لا تتراجعوا عن مثل هذه القرارات ... مبينا أن الهيئة في الوقت الحالي تحاول أن تكون قريبة من المجتمع ولكنه يُعتقد في نفس الوقت أن المجتمع ما زال عنده ريبة وشك ومشكلات معها نتيجة لخلفيات تاريخية وتساءل هل من الممكن أن يعاد النظر في مسمّى الهيئة؟ مدللاً أن هناك مسميات قد تجعل الجهاز قريباً من الناس! أجاب الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ رئيس الهيئة قائلاً: بالنسبة لاسم الهيئة فهو مستمد من كتاب الله سبحانه وتعالى وكلنا نقرأ القرآن وتعرفون ما ورد فيه وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالنسبة للمتعاونين فمن رأى متعاوناً يتدخل في أعمالنا فليبلغنا وله جائزة، فلا يوجد لدينا متعاونون حالياً ... وأضاف معالي رئيس الهيئة: أود التأكيد أن رجال الهيئة ولله الحمد قد ضربوا أروع الأمثلة في حسن الانضباط وحسن الخلق وأصبح لديهم الآن شعور بالسعادة أثناء تأدية الواجب الشرعي ... وحول التقارب بين جهاز الهيئة والمجتمع قال الدكتور آل الشيخ: لقد أكدت مرات عدّة وما زلت أؤكد على ضرورة بناء الجسور بين الهيئات والمؤسسات وجميع أفراد المجتمع، لذلك بدأنا بإرسال مجموعات من منسوبينا للحضور في المدارس والملتقيات العامة، أيضا بدأنا في إرسال رجال الهيئة لزيارة المرضى بالمستشفيات وإهدائهم الهدايا وحضور المناسبات، وهذا كله سوف ينعكس على علاقتنا بالمزيد من التعاون والمصداقية بين الطرفين، وأؤكد لكم أنه الآن بدأ كثير من أفراد المجتمع يحبون ويشجعون ويتعاونون مع رجال الهيئة ويتمنون لهم التوفيق ... وأضافت الهويريني متسائلة: لماذا يلبس رجال الهيئة البشت أعتقد أن منظر البشت يضع الحواجز بين الناس ورجال الهيئة؟ ثم تساءلت: لماذا لا يكون عضو الهيئة رجلا عادياً يلبس عقالا ويظهر طبيعياً من دون بشت أعتقد أنه سيكون عندئذ شخصاً محبوباً وقريباً من الناس بل قد يتقرب إليه الناس ويتعاونون معه حتى يؤدي وظيفته على أكمل وجه. علّق معالي رئيس الهيئة قائلاً: العبرة بالمخبر وليس بالمظهر هذه ناحية، أما مدى استجابة الناس للتعاون وتقبل رجال الهيئة فكما قلت الحمد لله بدأ يتغير سلوك رجال الهيئة وأصبح هناك تعديل في نمط وسلوك أعضاء الهيئة تجاه المجتمع وبالتالي أصبحنا نلمس تغير أفراد المجتمع تجاه الهيئة نحو الأحسن وسيتطور هذا قريباً إلى التعاون الإيجابي بين الطرفين ... أما الزميلة زكية الحجي طرحت اقتراحاً لرئيس الهيئة فقالت: ألاحظ أن هناك فجوة واسعة ما بين الهيئة والشباب هذه الفجوة يبدو لي أنها بدأت تتقلص حالياً ولكنها ما زالت موجودة، وتساءلت: هل هناك تعاون بينكم وبين وزارة التربية والتعليم بحيث يكون هناك وجود لبعض أعضاء الهيئة في حصص النشاط اللاصفية في المدارس يمكن استغلالها ليس بالضرورة كل أسبوع بل حتى لو كانت مرتين في الشهر بحيث يلتقي طلاب المرحلة الثانوية مع رجال الهيئة لمحاولة التقارب وتضييق الهوة بين الطرفين وتذويب الفواصل الموجودة بينهم. أجاب الشيخ رئيس الهيئة وأكد قائلا: ما أشرت إليه بدأنا فيه فعلاً منذ ما يقارب الشهرين حيث تم تشكيل فريق لزيارة المدارس كما أشرت بذلك حتى إننا اخترنا من ضمن الفريق الذي يتولى هذه المهمة الكابتن خالد القرني أحد الرياضيين المعروفين في المملكة ومدرب المنتخب السعودي، وكان هناك تفاعل خلال هذه الجولات والزيارات وكان ذلك على مستوى المملكة وليس داخل الرياض فقط ... الزميل سعيد الزهراني المحرر بـ (الجزيرة) طرح سؤاله على رئيس الهيئة قائلاً: منذ خمس سنوات وأنا أشارك في معرض الكتاب وقد ظهرت الهيئة في معرض الكتاب هذا العام بطريقة مغايرة عن الأعوام الماضية حيث ضربت مثالاً بليغاً في حسن التعامل مع الجمهور ومع زوار المعرض، معالي الرئيس عند زيارة معاليكم لمعرض الكتاب الأخير قلتم في تصريح صحفي: إنكم لا ترون تسمية المحتسبين بالمتشددين لكن السؤال عندما نرى سلوكيات بعض رجال الهيئة المتشنجة ضد زوار المعرض في السنوات الماضية فما الذي يمكننا أن نسميهم به غير أنهم كانوا متشددين؟ ... أجاب الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رئيس الهيئة: المحتسبون ليسوا كلهم متشددين وليس الغالب عليهم التشدد ولكن كانت الفرصة وقتها مهيأة لهم ولم يأت من يقول لهم: شكراً لكم وأن هناك من يؤدي العمل نيابة عنكم أعتقد أن الأمور كانت تجري هكذا وأيضا لكي أكون منصفاً عرضنا عليهم بأن من يرغب العمل منهم يتقدم إلينا بطريقة رسمية بوظيفة آمر بالمعروف وناه عن المنكر أما كون أنه متبرع فالصدقة على الغني غير جائزة. ومما ذكره رئيس الهيئة عن بعض التجاوزات التي حصلت في المعرض قوله (وكانت هناك تجاوزات على بعض رواد المعرض أو من بعض الناشرين لوجود كتب لا يجوز دخولها لأنها تمس عقائدنا وتمس أمننا واستقرارنا وهذه تعد تجاوزات بالرغم من أنها ليست من صلاحياتنا ولكننا نخبر رجال الأمن بها لأن هناك تعاوناً مثلما يشاركوننا رجال الأمن في بعض الأمور). وهنا تعود الجزيرة لتسأل: ثمة طرح وجدل فقهي حول إغلاق المحلات أوقات الصلوات وخصوصاً الحيوية منها، كيف ينظر معاليكم للأمر؟ ليجيب الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ: (تنظيم إغلاق المحلات وقت الصلاة لا يتعلق بنا كجهة تنفيذية تنفذ الأوامر الصادرة في هذا الجانب وهو أمر خاضع لنظام أصدره ولي الأمر وأصبح معمولا في بلادنا ويميزها بحمد الله وهو مبني على منهج الشرع المطهر) ... وحول وجود توجه لمنح المرأة فرص عمل أكبر في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أجاب رئيس الهيئة: (بأن هذا أمر قيد الدراسة للتعرف على المجالات وتحديد احتياجاتها).


هذه بعض النماذج مما جاء في الحوار الذي دار بين الكاتبين والكاتبات وبين رئيس الهيئة تحت قبة صحيفة الجزيرة وذلك مما اشتملت عليه الحلقة الثالثة والرابعة مما نشر في صحيفة الجزيرة وأعلق على ذلك بما يلي:


1ـ اشتمل الحوار إجمالاً على الثناء على رئيس الهيئة وأعضائها في العهد الجديد والنيل من أعمال الهيئة في ما قبل ذلك وهي تزكيات من صحفيين وصحفيات وكاتبين وكاتبات لا يفرح بها؛ لأنها مبنية على اتباع الشهوات، والتزكيات التي يفرح بها لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي التي تحصل من أئمة المساجد وعُمار الصفوف الأولى من المصلين فيها، ومن المعجبات بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهدها الجديد الكاتبة في صحيفة الجزيرة سمر المقرن اللاهثة وراء كشف المرأة وجهها قولاً وفعلاً التي قالت في الحوار مع رئيس الهيئة كما في الحلقة الثانية: (ذهبت مع ابنتي إلى أحد المراكز التجارية بالرغم من أنني منعزلة تماماً عن الأسواق والمطاعم بسبب مضايقات رجال الهيئة للنساء الكاشفات لوجوههن وأنا منهن، وعند صدور قرار اقتصار البيع في المحلات النسائية على النساء، دخلتُ أحد محلات أدوات التجميل للشراء، فطاردونا رجال الهيئة وهددونا بعدم وضع المساحيق على الوجوه،لكن الأمر كان مختلفاً تماماً في معرض الكتاب، فقد وجدت تغيراً كبيراً في تعامل رجال الهيئة فلم أجد منهم أي تجاوز بل كانوا مثالاً لحسن التعامل والرقي بصورة نموذجية وهذا التحسن في التعامل حدث بعد أن تسنمتم منصبكم بأسبوعين فقط)، ويُفهم من كلامها أن من النساء في الأسواق من يبدين وجوههن ويضعن عليها المساحيق فيجمعن بين إظهار الزينة الخَلْقية والزينة المكتسبة، وقد ساءها من رجال الهيئة إنكارهم لهذا المنكر، ومما قالت في حوارها ـ عن خجلها لصورة الهيئة بالخارج ـ: (ففي تصوري أن الهيئة هي المدخل الأول لما يكتب ضدنا في الصحافة الغربية، كنت خارج المملكة الأسبوع الماضي والتقيت ببعض الإعلاميين والإعلاميات، وفي كل سؤال يطرحوه كنت أجد إجابة. لكن الأسئلة التي طرحوها حول الهيئة لم أجد لها إجابة مطلقاً)، وفي ذم الغربيين والتغريبيين لرجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مدح لهم، كما قال الشاعر:


وإذا أتتك مذمتي من ناقص


فهي الشهادة لي بأني كامل




2ـ لقد أُعجب المحاورون بالتساهل الذي حصل من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عهدها الجديد وطمعوا حتى بتغيير اسم الهيئة المشتمل على لفظ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى مسميات أخرى وبتغيير زي رجال الهيئة بترك لبس المشالح إلى لبس العقال ليكونوا قريبين من المجتمع بزعمهم وقد أحسن رئيس الهيئة بالتنويه بحسن اسم الهيئة الموجود منذ إنشائها حتى الآن وهو (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) لكونه المنصوص عليه في القرآن الكريم. أقول: وقد جاء في القرآن الكريم آيات عديدة نصت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ بل إن من ذلك في سورة آل عمران ثلاثة مواضع في صفحتين متقابلتين وهي قول الله عز وجل: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)} [آل عمران: 104]، وقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]، وقوله: {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114)} [آل عمران: 114]، وأما رغبة المحاورين تحت قبة صحيفة الجزيرة بتغيير اسم الهيئة وإخلائه من لفظ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبتغيير زي رجال الهيئة من المشلح إلى العقال فهي رغبة منهم في ذوبان رجال الهيئة وأن يكون الزي لهم مماثلاً لزي الصحفيين حتى لا تكون لهم الهيبة التي تكون مع لبس المشالح وهي رغبة منهم في التغيير في الاسم والشكل أيضاً إضافة إلى التغيير في المسمّى والمضمون الذي ظفروا به.


3ـ أما الاحتساب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من غير الموظفين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو مطلوب لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) رواه مسلم (177) عن أبي سعيد رضي الله عنه.


قال ابن كثير في تفسير قول الله عز وجل: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} [آل عمران: 104]الآية قال: ((المقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن وإن كان ذلك واجباً على كل فرد من الأمة بحسبه كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) وفي رواية (وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل))).


ونسبة الحديث إلى أبي هريرة وَهْمٌ والصواب عن أبي سعيد كما تقدم، وهذا الذي ذكره ابن كثير من الوجوب على كل مسلم بحسبه أمر معروف ومتقرر عند أهل العلم لكن مع الانضباط وأن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن بل إن رئيس الهيئة نفسه قال كما في الحلقة الثانية: (وهناك نصوص شرعية كثيرة تدل على أن الاحتساب ليس مقتصرا على هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإنما الاحتساب على كل مسلم يؤمن بالله سبحانه وتعالى ويرجو ثوابه ويخشى عقابه)، ولذا فإن المحتسبين ممن عندهم علم وبصيرة وحكمة ينبغي أن يستفاد منهم وقد يكونون موظفين في الدولة ليسوا بحاجة إلى وظيفة في الهيئة فلا يناسب أن يقال لأمثالهم: شكرا لكم وأن هناك من يؤدي العمل نيابة عنكم، وأن الصدقة على الغني غير جائزة؛ بل يقال للمحسن أحسنت، وينبغي أن يُميز بين الجاهل فلا يمكن وبين من عنده علم وحكمة فيستفاد منه والزيادة في الخير خير ولذا فإن من العجب قول رئيس الهيئة متوعدا المحتسبين وواعداً بالجائزة لمن يبلغ عنهم: (وبالنسبة للمتعاونين فمن رأى متعاونا يتدخل في أعمالنا فليبلغنا وله جائزة فلا يوجد لدينا متعاونون حالياً)، وكان ينبغي أن تكون هذه الجملة من باب الوعد لا من باب الوعيد فيفرح بالمتعاون العالم الحكيم ويجازى على تعاونه بالدعاء له.


4ـ وأما ما دار في الحوار حول اندماج الهيئة في المجتمع وبناء الجسور بينها وبين المجتمع وأنه حصل البدء بإرسال فريق من أعضاء الهيئة للمدارس والمؤسسات والمستشفيات فذلك من قبيل الاشتغال بغير الواجب عن الواجب، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (11/343): (قال بعض الأكابر: من شغله الفرض عن النفل فهو معذور ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور)، ومن أمثلة ذلك: من يشتغل في الليل بالمذاكرة في العلم ثم ينام عن صلاة الفجر، هذا في الاشتغال في النفل عن الفرض أما إذا أُحيِيَ الليل بمشاهدة ما يُبث في الفضائيات مما هو خزي وعار ثم نيم عن صلاة الفجر فهي ظلمات بعضها فوق بعض، وهي من العقوبة على السيئة بالابتلاء بالوقوع في سيئة أخرى، ولا ينتهي العجب مما ذُكر في الحوار من إرسال فريق من أعضاء الهيئة إلى الشباب في المدارس أقحم في الفريق رياضيٌ مشهور قال عنه رئيس الهيئة: (حتى إننا اخترنا من ضمن الفريق الذي يتولى هذه المهمة الكابتن خالد القرني أحد الرياضيين المعروفين في المملكة ومدرب المنتخب السعودي وكان هناك تفاعل خلال هذه الجولات والزيارات وكان ذلك على مستوى المملكة وليس داخل الرياض فقط)، ولا أدري وجه إقحام هذا الرياضي الكابتن في أعضاء الهيئة عند زيارة المدارس فقد يكون ذلك لإدخال السرور على الشباب لأن الغالب عليهم تفضيل اللعب على الجد.


لقد هَزَلت حتى بدا من هُزالها


كُلاها وحتى سامها كل مفلس




وهذا البيت فيه وصف دابة بالهُزال الشديد الذي ظهر معه كُليتاها من اليمين والشمال من شدة ضمور بطنها حتى تقدَّم لشرائها من ليس عنده إلا الفلوس التي تَقِلُّ عن الدرهم الواحد، وللهيئة في استعانتها بالرياضيين في أدائها لأعمالها شبه بهذه الدابة الهزيلة، ومن العجيب الغريب أن يقحم كابتن رياضي في رجال الهيئة ويستعان به في هذه الزيارات ولا يستعان بالمحتسبين.


5ـ أما ما ذكره رئيس الهيئة عمّا يكون في المعرض من كتب تمس العقيدة والأمن والاستقرار وأن تدخل رجال الهيئة في ذلك ليس من اختصاص الهيئة بل هو تعاون مع رجال الأمن، فمن الغريب أن لا يكون مثل ذلك من اختصاص الهيئة مع أنه من أنكر المنكرات، وكيف يليق أن يوجد في بلاد التوحيد كتب تباع تشتمل على محاربة التوحيد ودولة التوحيد ولا تكون من واجبات الهيئة؛ بل الاحتساب في ذلك مطلوب من رجال الهيئة ومن أعضاء الدعوة والإرشاد التابعين لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وأيضا من الزوار الغيورين على العقيدة والأمن في بلاد الحرمين.


6ـ وأما ما ذكره رئيس الهيئة عن إغلاق المحلات وقت الصلاة وأنه لا يخص الهيئة كجهة تنفيذية فلا أدري ما وجه هذا الكلام مع أن كلاً يعلم أن الذي يباشر الأمر بإغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة لأداء صلاة الجماعة والدعوة إلى الصلاة في المساجد هم رجال الهيئة، وهذا شيء أعرفه منذ سن الطفولة ويعرفه غيري، والتهوين من شأن صلاة الجماعة في المساجد وإغلاق المحلات التجارية وقت أدائها مما يحرص عليه متبعو الشهوات، وقد جاء في القرآن الكريم التلازم بين إضاعة الصلاة واتباع الشهوات في قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59)} [مريم: 59]؛ بل وجد من بعض المتكلفين ـ وهو أحمد قاسم الغامدي ـ من هون من صلاة الجماعة وإغلاق الحوانيت وقت أدائها فكتب مقالا نشرت صحيفتا المدينة وعكاظ في يوم الأحد 4/5/1431هـ جملا منه وقد رددت عليه بكلمة بعنوان ((تحذير أهل الطاعة من الهذيان المثبط عن صلاة الجماعة)) نشرت في 20/5/1431هـ.


7ـ وأما ما ذكره رئيس الهيئة من التوجه لتوظيف النساء في الهيئة وأن الموضوع قيد الدراسة للتعرف على المجالات واحتياجاتها فهو من التجديد غير السديد في أعمال الهيئة، ومن المعلوم أن أعمال الهيئة ميدانية فهل ستكون المرأة عضواً في الهيئة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر في الأسواق العامة، وهل ستكون سافرة أو متحجبة؟! ولما بلغني توجه رئيس الهيئة إلى توظيف النساء في الهيئة واتجاهه إلى طلب إحداث وظائف كثيرة لتوظيفهن بادرت ببعث برقية إليه بتاريخ 22/4/1433هـ جاء فيها: ((وبعد؛ فقد سَلِمَت رئاسة الهيئات في الماضي من دخول النساء فيها وإن حدث دخولهن في عهدكم واستمر لحقتكم تبعاته في الحياة وبعد الممات، ومن سوء حظ المرء أن يكون مغلاقاً للخير مفتاحاً للشر، فاتق الله يا حفيد شيخ الإسلام في شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه البلاد، ولا تكن عند حسن ظن التغريبيين الذين يريدون أن تميل هذه البلاد ميلاً عظيماً، وكل صاحب ولاية سيتركها عاجلاً أو آجلاً، ممدوحاً مأجوراً إن أحسن ومذموماً مأزوراً إن أساء)).


وفتنة النساء هي أضر فتنة خشيها صلى الله عليه وسلم على الرجال، وهي أول فتنة كانت في بني إسرائيل قال صلى الله عليه وسلم: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)) رواه البخاري (5096) ومسلم (6945) عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)) رواه مسلم (6948) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وقال التابعي الجليل حسان بن عطية المحاربي رحمه الله كما في الحلية لأبي نعيم (6/76): (ما أُتِيَت أمة قط إلا من قبل نسائهم)، وهذا التابعي خرَّج له أصحاب الكتب الستة وهو ثقة فقيه عابد كما في تقريب التهذيب، وقد أُتي الغربيون والمستغربون في هذا الزمان من قبل النساء ويريد التغريبيون أن تلحق بلاد الحرمين بغيرها في هذه الفتنة فتكون تابعة لغيرها في الشر والأصل أن تكون متبوعة في الخير.


8ـ جاء في الحلقة الثانية سؤال مطول من أحد كتاب صحيفة الجزيرة مما قال فيه: (ففي الإعلام هناك سيدات يظهرن في التلفزيون كاشفات لوجوههن بينما يطاردن في الأسواق على أنهن متبرجات وكاشفات)، وقد أجاب رئيس الهيئة على سؤاله بقوله: (لقد طرحت سؤالاً كبيراً ولكن ما أود قوله: إن الفتوى قبل أن تخرج على الملأ يجب أن تكون متكاملة مدروسة من جميع الجوانب السياسية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية وتكون هذه الفتوى مبنية على هذه العوامل، ويجب أن تكون الفتوى متكاملة لتصور المجتمع؛ لكن بيئتنا وظروفنا لا تتحمل مثل هذا وللأسف ... فالناس تعودوا على عادة ويرون أنه لابد من الاستمرار عليها بالرغم من تغير الظروف الآن؛ لكن أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين دار الإفتاء ويوفقهم إلى القيام بما اؤتمنوا عليه وهم علماؤنا ومشايخنا ورموزنا، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعينهم ويوفقهم ولكن لا تنس أيضا أن كثيرا من السائلين لا يخلون من سوء النية فيسألون سؤالاً يقصدون به أمراً آخر فيحرجون المسؤول الذي سئل فتجد السؤال لقضية خاصة تنسحب على قضية عامة والله المستعان).


أقول: لا أدري عن حقيقة ما أراده رئيس الهيئة من البيئة والظروف والاستمرار على العادات بالرغم من تغير الظروف الآن، هل هو راجع إلى ما ذكره السائل من التبرج وكشف الوجوه في الأسواق وهو كلام موهم ونظيره ما كتبه رئيس الهيئة قبل سنتين في السفور والاختلاط نشرته صحيفة الجزيرة بتاريخ 2/6/1431هـ وقد رددت عليه بكلمة بعنوان ((لماذا الكلام الموهم في فتنة اختلاط الجنسين يا حفيد شيخ الإسلام)) نشرت بتاريخ 5/7/1431هـ ولم يتعرض في مقاله القديم وحواره الجديد للإشارة إلى وجوب تغطية المرأة وجهها، وبعد ذلك المقال عرفه التغريبيون وغيرهم ولم أعرفه ولم يعرفه كثيرون ممن أعرفهم إلا بعد صدور ذلك المقال الذي رددت عليه ومثله أحمد قاسم الغامدي الذي لم يُعرف إلا بعد هذيانه في إباحة اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين الذي رددت عليه بكلمة بعنوان ((أسوأ هذيان ظهر حتى الآن في فتنة اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين)) نشرت بتاريخ 10/1/1431هـ، وأما ما ذكره من صفات يجب أن تكون عليها الفتوى فالأمر في ذلك راجع إلى سماحة المفتي واللجنة الدائمة للإفتاء إن كانوا بحاجة إلى الأخذ بهذه الخطة التي رسمها لهم وهو بهذا يحتسب على جهة الإفتاء ويطعن في عملها، فلماذا يمنع الاحتساب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟! ويفهم من كلامه أنه غير راضٍ عن بعض فتاوى جهة الإفتاء ولهذا قال ما قال أصلح الله حاله وفعاله.


9ـ جاء في سؤال أحد الكتاب عن نظام الهيئة وما ينبغي أن يكون عليه بزعمه قال فيه كما في الحلقة الثانية: (أيضا نحن بحاجة أن تكون المنكرات منصوصاً عليها في النظام حتى لا تبقى هذه المنكرات تقديرية للمحتسب، فالمنكرات ليست على درجة واحدة فالإنكار لا يكون على مستوى واحد هناك فارق كبير بين الإنكار في مسائل الاجتهاد والإنكار في مسائل الاختلاف، يجب أن نفرق بين المنكر اللازم والمنكر المتعدي في الإنكار سواء في درجة الإنكار أو في درجة العقوبة ومثله التفريق بين المنكر المتفق عليه والمنكر المختلف فيه، هذا التقنين لا يعني تحجيم دور المحتسبين بل يعني تصحيح مفاهيمهم حفظاً للشعيرة وترسيخاً للسماحة المطلوبة). أجاب رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائلاً: (النظام الذي تعمل به الهيئة الآن قيد التطوير وننتظر إن شاء الله صدور النظام الجديد سيكون فيه خير كثير بإذن الله).


أقول: قد مضى على صدور نظام الهيئة أكثر من ثلاثين سنة، فلماذا تأخر تطويره إلى العهد الجديد وانتظار صدور نظام جديد قال عنه رئيس الهيئة (وننتظر إن شاء الله صدور النظام الجديد سيكون فيه خير كثير بإذن الله)، وقبل ثلاث سنوات انتشر مشروع نظام للهيئة جاء في المادة الأخيرة منه (يُلغى نظام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م 37) بتاريخ 26/10/1400هـ ولائحته التنفيذية، كما يلغى كل حكم في أي نظام آخر يخالف أحكام هذا النظام). اشتمل على أن المعروف ما أجمع على أنه معروف والمنكر ما أجمع على أنه منكر، وقد سألت رئيس الهيئة في ذلك الوقت الشيخ إبراهيم الغيث عن هذا النظام وهل مرَّ على الهيئة فأخبرني بأنه لا علم للهيئة به وأنه لم يمرّ عليها، وبتلك المناسبة كتبت رسالة بعنوان ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أسباب قيام الدولة السعودية وبقائها)) طبعت في عام 1430هـ، أوضحت فيها أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإسلام من اثني عشر وجهاً، وأن من ميزات الدولة السعودية إنشاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ بداية عهد الملك عبد العزيز رحمه الله واستمرارها في عهود أبنائه الذين ولوا الأمر من بعده، ثم قلت (ص22): (ومع عظم شأن هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه البلاد وعموم نفعها واهتمام ولاة الأمر بها، فقد وُجد من بعض الكُتّاب من ينال منها ويتصيد أخطاءها ويقلل من شأنها؛ لأن أعمالها لا تروق لمن يتبع الشهوات، بل وُجد منهم ـ فيما نُشر عنه بتاريخ 26/12/1429 هـ ـ من يتمنى زوالها ويدعو إلى إلغائها في إطار الإصلاح الإداري لأن الزمن تجاوزها بزعمه، وأنها تحوي المتشددين الذين يرفضون السينما وقيادة المرأة للسيارة، ومن متبعي الشهوات من يتمنى أن يكون للهيئات تنظيم يقص أجنحتها ويشل حركتها ويحدُّ من نشاطها لتكون اسماً بدون مسمى وجسداً بلا روح، يُقتصر فيه على الأمر بما أُجمع على أنه معروف وعلى النهي عما أُجمع على أنه منكر، يتسنَّى فيه لمن يهوى الانفلات واتباع الشهوات أن يقول مثلاً: إن كشف وجه المرأة واختلاطها بالرجال جائز، وإن حضور صلاة الجماعة في المساجد ليس بلازم، وإن في إغلاق الحوانيت لأداء صلاة الجماعة شلاًّ للحركة الاقتصادية ـ وقد قيل ذلك من قبل في بعض الصحف ـ بدعوى أن في ذلك خلافاً، فينتقي متبعو الشهوات ما يناسب نفوسهم الأمارة بالسوء، والواجب عند الخلاف التعويل على ما يؤيده الدليل لا الأخذ بما تشتهي النفوس وتميل إليه، وقد قال الشافعي كما في كتاب الروح لابن القيم (ص: 395): ((أجمع الناس على أن من استبانت له سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد))، وروى ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم وفضله (2/91) عن سليمان التيمي أنه قال: ((إذا أخذتَ برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله))، ثم قال ابن عبد البر: ((هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً))، وروى البيهقي في سننه الكبرى (10/211) بإسناد حسن عن الأوزاعي رحمه الله قال: ((من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام))).


ثم ذكرت نقولا عن جماعة من العلماء في ذلك منها قول ابن الصلاح رحمه الله في فتاويه (ص300): ((مع أنه ليس كل خلاف يستروح إليه ويعتمد عليه ومن تتبع ما اختلف فيه العلماء وأخذ بالرخص من أقاويلهم تزندق أو كاد)) وعزاه إليه ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/228).


وقد قال الشاعر:


وليس كل خلاف جاء معتبرا


إلا خلاف له حظ من النظر




ثم ذكرت بعد ذلك بعض الأدلة على وجوب تغطية المرأة وجهها وتحريم اختلاطها بغير محارمها وتسعة أدلة على وجوب صلاة الجماعة في المساجد، وقد كتبت رسالة بعنوان (وجوب تغطية المرأة وجهها وتحريم اختلاطها بغير محارمها) طبعت في عام 1430هـ، وفي بيان فساد تعويل التغريبيين على الشواذ في مسائل الخلاف كتبت كلمة بعنوان ((دعاة التغريب ومصطلحهم ((التعددية)) و((الأحادية)) لانتقاء ما يوافق أهواءهم)) نشرت بتاريخ 24/2/1431هـ، وهذا النظام الذي ذكره رئيس الهيئة للمتحاورين معه من الصحفيين والصحفيات وهو في انتظار صدوره، إن كان له وجود فنحن في انتظار موته كما مات النظام الذي أشرتُ إليه وكان سبباً لتأليف رسالة ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أسباب قيام الدولة السعودية وبقائها)) التي أشرت إليها.


10ـ نشرت صحيفة الرياض بتاريخ 1/6/1433هـ خبراً جاء فيه (أصدر معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ د. عبد اللطيف آل الشيخ، تعميما لجميع مديري فروع الرئاسة بمناطق المملكة يؤكد على الجهات المسؤولة في الرئاسة ومديري الفروع والمراكز بالتأكد من عدم حدوث أي ممارسة لمطاردة الأشخاص سواء متهمين أو مخالفين، وذلك لما تنطوي عليه من مفاسد خطرة وعواقب وخيمة على الأرواح والممتلكات وإضرار بطرفي المطاردة وبالأبرياء، وأكد معاليه لمسؤولي الرئاسة وجوب الاكتفاء بتدوين رقم أو معلومات عن المطلوب وإبلاغ الجهات الأمنية لمتابعة القضية بما يضمن عدم تداخل صلاحيات الجهات الحكومية الأخرى، وأوضح التعميم أنه ستتخذ الإجراءات الحازمة مع من يخالف هذا التوجيه، يأتي هذا التعميم ضمن حزمة الإجراءات التي اتخذها معالي الرئيس العام ضمن استراتيجية واضحة لتنظيم الأداء الميداني بما يحقق المصالح العامة وفق اهتمامات وتطلعات ولاة الأمر، ويرعى حقوق أفراد المجتمع).


أقول: هذا التوجيه يدخل السرور على متبعي الشهوات وفيه شل لنشاط رجال الهيئة في القضاء على المنكرات أو تقليلها وإذا اكتفى رجال الهيئة بإبلاغ الجهات الأمنية برقم أو معلومات عن المطلوب ثم عُثر على صاحب الرقم بعد ذلك إذا كان معه فتاة كان من السهل عليه أن يعتذر بقوله: إنها من محارمه، ومما يدخل أيضا تحت حزمة الإجراءات التطويرية من رئيس الهيئة التي أعجب الصحفيون بإحداثها إتجاهه إلى توظيف النساء في الهيئة، وانتظاره صدور نظام جديد للهيئة يشتمل على تطويرها، ومنع المحتسبين المؤهلين من الاحتساب، وأن إنكار وجود كتب تمس العقيدة والأمن والاستقرار في معارض الكتب ليس من صلاحيات الهيئة، والاستعانة برموز الرياضيين واصطحاب رجال الهيئة لهم عند زيارة المدارس دون اصطحاب المحتسبين المؤهلين، وهذه الأمور الستة داخلة تحت حزمة الإجراءات المزعومة التي نالت رضى التغريبيين عن الهيئة في عهدها الجديد.


وأقول في الختام: إن أي إضعاف لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خطير وممقوت لو حصل من أي مسؤول فيها ويزيد الأمرُ خطورة ومقتاً أن يحصل ذلك على يد حفيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فرح بتعيينه في 19/ 2/1433هـ التغريبيون المتبعون الشهوات وحزن له الغيورون على هذه البلاد حكومة وشعباً، وبعد تعيينه بثلاثة أيام كتبت كلمة نشرت في 22/2/1433هـ بعنوان ((طوفان بيع النساء بالأسواق العامة المحدث هذه الأيام يزداد ضرره كل يوم)) وقد كان هوَّن من شأن بيع النساء في الأسواق العامة في مقاله الذي رددت عليه بالكلمة التي أشرت إليها في التعليق الثامن وقد قلت في هذه الكلمة: ((وعسى أن يكون هذا الرئيس الجديد هدي إلى التي هي أقوم وتغيرت حاله إلى ما هو أحسن فيسير بهذه المؤسسة العظيمة على الجادة المستقيمة فتخيب آمال التغريبيين ويصير فرحهم حزنا، وإن بقي على حسن ظنهم به فلا يستحق إلا التعزية بوصوله إلى هذا المنصب))، ومن يقف على ما دار في الحوار تحت قبة صحيفة الجزيرة يعلم بأنه باق على حسن ظن التغريبيين فيكون بذلك مستحقاً للتعزية، ولو كنت أقرظ الشعر لرثيت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للتغيير والتغير الذي حصل لها في العهد الجديد، والخير كل الخير له أن يوفق للرجوع إلى الحق لأن مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، كما جاء ذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في كتابه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه في القضاء (إعلام الموقعين لابن القيم 1/86).


وأسأل الله عز وجل أن يحفظ هذه البلاد حكومة وشعبا من كل شر وأن يوفقها لكل خير، وأن يبقي دولتها السعودية محكِّمة لشرع الله مستقيمة على أمر الله آمرة بالمعروف وناهية عن المنكر على الوجه الذي يرضيه وينفع عباده وأن يصلح لولاة أمرها البطانة ويصرف عنهم بطانة السوء، إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.




15/8/1433هـ، عبد المحسن بن حمد العباد البدر